اتهمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بأنها مصابة بمرض "الصداقة الرائعة مع مصر"، وقالت فى تقرير لها أعده الصحفى "آفى ترينجو" إن الوزراء الإسرائيليين أدمنوا تفسير أى رد فعل مصرى تجاه إسرائيل بأنه دليل على الصداقة الرائعة بين البلدين، لافتة إلى أنّه لا يجب أن تخرج من أذهانهم سياسة الرئيس "مبارك" ومبادئها حول أنّ "مصر تفعل ما هو مناسب لها وما يتناسب مع مصالحها الشخصية فقط".
وأضافت الصحيفة أنّ الحكومة المصرية ما زالت "تروى القصة القديمة" والجديدة فى نفس الوقت حول وضع حد للتهريب إلى غزة، حيث إنه بالرغم من بناء الجدار الفولاذى المصرى على طول الحدود مع القطاع؛ إلا أنّ "فيضانات التهريب" مازالت مستمرة حتى الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أنّه بالرغم من التصريحات المستمرة للحكومة المصرية حول كبح التهريب إلى غزة؛ إلا أنّ القطاع يتمتع بإمدادات منتظمة ومستمرة من الوقود المصرى، مضيفة أنّه يصل يومياً فى ناقلات بسعة 40 ألف لتر داخل الأنابيب التى تمر عبر الأنفاق، ومتهمة مصر بزعمها محاربة التهريب إلى غزة فى الوقت الذى تعلم فيه جيداً مكان أنابيب الوقود، الأمر الذى يجعل حركة المنظمة الإسلامية "حماس" غنية بالمال الوفير، ومع ذلك أيضاً لم تقم الحكومة المصرية حتى الآن بالحظر النهائى لتهريب الأنفاق –على حد قولها.
وحذرت الصحيفة من الانخداع من "عرض تفجيرات الأنفاق" الذى يحدث من وقت لآخر، فلا تزال مئات الأنفاق مفتوحة ومتاحة حتى الآن، لافتة إلى أنّه عندما يتم تفجير نفق ما، فإنه توجد منافذ أخرى مفتوحة، و"لا يقلق المصريين" عندما يتم قتل العديد من الفلسطينيين فى عدة انفجارات من هذا القبيل، مضيفة أنّ مصر لا تمتلك جماعات حقوق إنسان كالتى توجد فى إسرائيل مثل "محسوم ووتش" ومنظمة "بتسليم".
وتستمر الصحيفة فى اتهاماتها للحكومة المصرية، حيث زعمت أنّ مصر "تلعب هذه اللعبة" لأنها تريد ولأى ثمن منع تحول قطاع غزة من "قضية إسرائيلية" إلى "قضية مصرية" مضيفة أن القاهرة تقوم حالياً بالضغط على "حماس" من أجل "تعويض" السلطة الفلسطينية.
وربطت الصحيفة بين وصف "أحمد أبو الغيط" إسرائيل بأنها دولة عدو بالتصريح الذى أدلى به قبل عام على أنّه ينبغى أنّ يتم فصل قطاع غزة عن إسرائيل، وذلك لوضع نهاية للقضية الفلسطينية، ومؤكدة على أنّ وصفه لها بالعدو كان مقصوداً.
