مع انتشار فكرة مبردات المياه كصدقة جارية انتشرت الإعلانات بوسائل الإعلام، «مبرد مياه طريقك إلى الجنة»، «تتوافر لدينا مبردات محلية الصنع ومستوردة صدقة جارية على روح المرحوم»، ومع قدوم الصيف وشدة الحر تحتل هذه المبردات أهميتها، ويصبح كوب الماء المثلج حلما قد يدفع الإنسان حياته ثمنا له.
انتشار هذه المبردات فى الشوارع بشكل يغلب عليه العشوائية، فجر عدداً من التساؤلات فيما يتعلق بإجراءات إنشائها، وكيفية عملها ومدى صحتها أو خطورتها على الصحة، وهذا هو ما أثار تفكير «نصر قاسم» 39 سنة، صاحب مركز صيانة تبريد وتكييف، فكغيره من الناس عندما توفى والده منذ 7 سنوات قرر أن يشترى له مبرد مياه للمارة فى الشارع كصدقة جارية على روحه، وبدأ يفكر فى صناعته بيده، ولكن مع التصنيع بدأ يكتشف عيوبا جسيمة فى مبردات المياه الموجودة فى الشارع، فمنع أولاده من الشرب منها، وقرر اختراع كولدير صديق للبيئة.
يقول نصر: «مبردات المياه المنتشرة فى شوارع مصر بها أخطاء جسيمة قد تصل للتسمم، حيث يتكون المبرد من حوض داخلى به «لفة مواسير» من النحاس توجد فى قلب المياه داخل الكولدير وهى مليئة بغاز الفريون وهذا هو الأساس فى تبريد المياه ومن هنا تكمن الخطورة، فقد أثبتت التجارب العلمية أن مواسير النحاس غير صالحة للاستخدام الآدمى فبعد أسبوع من تواجدها فى المياه تؤثر فى لون المياه وتغيره إلى اللون الأحمر مع سواد خفيف وهذا هو السبب فى تغير طعم المياه، هذا بخلاف عدم احتفاظها ببرودة المياه بسبب تسريب غاز الفريون أو بسبب حرق الموتور نتيجة عيوب فنية». ويضيف: «مبردات المياه فى الشارع تستهلك كهرباء وماء بشكل كبير وهو ما يراه إهدارا للمال العام، كما يوجد دائما حولها بركة من المياه وهذا راجع ليس فقط للعب الأطفال بها أو لتلف الصنبور وإنما لوجود عيوب فى التصنيع مما يؤدى إلى إهدار كم كبير من المياه نحن فى غنى عنه بالتأكيد».
أما مبرد المياه صديق البيئة الذى اخترعه والذى بدأ فى تسجيله بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا منذ يناير هذا العام فهو مؤمن ضد تسرب الغاز، كما أن استهلاكه للكهرباء والماء ضعيف جداً، ويحافظ على صحة الإنسان لأنه مصنوع من خامة الإستانلس إستيل والمواسير النحاس ملفوفة من الخارج، وبالتالى لا يوجد تصادم بينها وبين الماء وبهذا فهو يضمن درجة برودة مستمرة ويعمل لمدة 5 ساعات فقط، ثم يفصل أتوماتيكيا ولا يوجد خوف من تسرب الفريون، هذا بخلاف شكله الجمالى وحجمه الصغير فهو نصف دائرى وطوله حوالى متر وسعره نفس سعر المبردات الموجودة فى السوق. يخشى نصر من بيع الجهاز للتجار خوفا من سرقة الاختراع، مكتفياً ببيع قطعتين منه فقط لأحد أقربائه، فكل أمله أن يتم تنفيذ اختراعه بدلا من الكولدير المنتشر فى الشوارع حالياً.
ويطالب نصر وزارة الصحة ومفتشى الأمن الصناعى الاهتمام بمبردات المياه فى الشارع وبتحليلها كل فترة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة