فيسبوك
واتساب
أهالى طوسون المعتصمون أمام وزارة الزراعة أقاموا حماما صناعيا فى الشارع لقضاء حاجتهم بعد أن منعتهم الجهات المجاورة للوزارة من دخول حماماتها للضغط عليهم وإجبارهم على فض الاعتصام، وهم بالطبع واهمون لأن هذه الفئة تعيش فى ضنك، وتحت أى ظروف، وخير دليل أنهم واصلوا الاعتصام رغم إصابة 32 منهم بالتهاب فى المثانة، وسيواصلون لأنهم ميتون ولا فرق عندهم بين الحياة والموت، هم معتصمون حتى النهاية، قرروا أن ينزحوا من أراضى الإصلاح الإصلاح الزراعى فى الإسكندرية إلى أرض الدولة فى الدقى وكلها أرض الحكومة، وبما أنهم لا يعملون بالسياسة، فقد قرروا العمل بسياسة النزوح سواء من مكان إلى مكان أو نزوح الحمامات وهى بالطبع لا تتصل بشبكة صرف صحى وتحتاج لمن ينزحها كلما امتلأت، هم مصرون إما حقوقهم وإما الموت، وإمعانا فى الإصرار قرروا رفع مذكرة لوزير التعليم لإنشاء لجان خاصة لأبنائهم أو نقلهم لأداء امتحانات نهاية العام فى مدارس الدقى التابعة لسكنهم الجديد على الرصيف.
الوضع فى الدقى لا يختلف عن «هايدبارك» مجلس الشعب، وكأن فئات الشعب الفقيرة كتب عليها سياسة النزوح واستجداء الحقوق حتى آخر العمر، قد يظن المسئولون أن هذا الوضع يمثل معاناة للمعتصمين وبمرور الوقت سيصيبهم التعب ويضطرون لفض الاعتصام والعودة لمنازلهم، وتناسوا أن المعتصمين لا يشعرون بالفارق بين منازلهم والرصيف، فهناك مناطق عديدة ما زالت بلا صرف صحى، وينزح سكانها الطرنشات كلما امتلأت، المطحونون فى مصر اعتادوا على العيش فى العراء، والشراكة فى الحمامات، لا تزعجهم الطوابير، فلطالما ذاقوا الذل وضيعوا نصف أعمارهم فى طوابير العيش والأنابيب وغيرها، حتى أصحاب الحالات الطارئة كالإسهال لن يضيرهم الانتظار فهناك بدائل أخرى للحمامات كالجرادل، وفى النهاية كله ماشى وأيام وبتعدى.
ولا يختلف وضع المعتصمين عن وضع مصر التى تعانى من الانتفاخ ومضى عليها سنوات فى الحمام، ونحن على الباب نتنحنح وهى لاترد ولم نفكر يوما أن نكسر باب الحمام، لنتأكد أنها ما زالت على قيد الحياة، الحياء يمنعنا حتى من الاطمئنان على المقربين وربما الخوف، مصر يا سادة فى حالة طارئة ولكن ليست إسهالا بل إمساك مزمن.
