اتفقت مصر والمكسيك على تعزيز التنسيق بينهما إزاء القضايا الاقتصادية والتجارية متعددة الأطراف، لاسيما أنهما يعتبران من الاقتصاديات البازغة التى تضطلع بدور فاعل فى إطار منظمة التجارة العالمية، وأيضاً فيما يتصل بالأفكار المتداولة حول مستقبل الحوار الموسع بين الدول البازغة ومجموعة الدول الثمانية الكبرى وتوسيع عضوية مجموعة العشرين.
وقال السفير حسام زكى المتحدث باسم وزارة الخارجية إن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية عقد مساء اليوم، جلسة مباحثات موسعة مع وزيرة خارجية المكسيك باتريشيا أسبينوزا التى تقوم بزيارة رسمية إلى القاهرة تلبية لدعوة تلقتها من أبو الغيط، وتهدف إلى توثيق العلاقات الثنائية المتميزة بين مصـر والمكسيك، والارتقاء بمستوى التنسيق والتشاور بين الدولتين فى مختلف الأطر والمحافل الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن المباحثات تطرقت إلى عدد من الأفكار والمقترحات المصرية التى ترمى إلى تعزيز التنسيق السياسى والدبلوماسى مع المكسيك، وإقامة مزيد من الفعاليات المتبادلة التى من شأنها الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية على الصعيد الاقتصادى والتجارى والثقافى والإعلامى.
وأضاف زكى أن أبو الغيط استعرض مع وزيرة الخارجية المكسيكية رؤى مصـر تجاه مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الأهمية المشتركة، بما فى ذلك موقف مصـر إزاء موضوعات نزع السلاح وعدم الانتشار النووى، خاصة فى إطار مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية المنعقد حالياً فى مقر الأمم المتحدة فى نيويورك، وأخذا فى الاعتبار عضوية مصر والمكسيك فى تحالف الأجندة الجديدة الذى يطالب القوى النووية الخمس باتخاذ خطوات ملموسة فى طريق تخفيض ثم التخلص من ترساناتها النوويةـ لافتا إلى اتفاق الوزيرين على مواصلة التنسيق السياسى والدبلوماسى بين الجانبين حول مجمل الأوضاع والتطورات فى الشرق الأوسط، وفى مقدمتها جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث أشادت وزيرة الخارجية المكسيكية بالدور المحورى الذى تضطلع به فى هذا المضمار، بينما أكد أبو الغيط على أهمية الدور الذى يمكن أن تضطلع به المكسيك دعماً للقضية الفلسطينية بفضل عضويتها الحالية فى مجلس الأمن الدولى؛ كما اهتم أبو الغيط بالتعرف على رؤى ومواقف المكسيك إزاء مجمل الأوضاع فى أمريكا اللاتينية، مشيراً إلى حرص مصر على الارتقاء بمستوى العلاقات المتميزة التى تجمعها بدول أمريكا اللاتينية وكذلك إقامة مزيد من الروابط معها على المستوى الجماعى بما فى ذلك مع المنظمة الجديدة التى ستضم الدول اللاتينية والكاريبى والتى اتفق قادة المنطقة على إنشائها خلال قمتهم الأخيرة التى استضافتها المكسيك فى فبراير 2010.
وأوضح المتحدث الرسمى باسم الخارجية أن الوزيرة أسبينوزا استعرضت من جانبها الجهود والاتصالات التى تقوم بها المكسيك تمهيداً لاستضافتها مؤتمر أطراف اتفاقية تغير المناخ الذى سيعقد فى مدينة كانكون اعتباراً من يوم 29 نوفمبر المقبل، حيث أكدت على أهمية الدور الذى يمكن أن تقوم به مصر من أجل إنجاح المؤتمر وخروجه بتوافق دولى يحظى بموافقة كافة الأطراف المعنية، كما وجهت دعوة إلى أبو الغيط لزيارة المكسيك لمتابعة التفاهمات التى توصل الوزيران إليها ومواصلة التنسيق والتشاور حول تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين والتعاون القائم بينهما على الصعيدين الإقليمى والدولى، وهو ما رحب به أبو الغيط.
