◄◄ امتلأت بطنك من الفتات الساقط والدولارات القادمة من جيوب محبى الشهوة وعاشقى الكذب ومروّجى العرى
يا لتلك المقدرة العجيبة والقوة الفولاذية التى لهذا الرجل فى صنع الأكاذيب وترويجها، ومحاولة إقناع الناس بها، تلك المقدرة التى فاق فيها معلمه إبليس، الذى يقول عنه الكتاب المقدس إنه كذاب وأبو كل كذاب، أو ربما ارتضى إبليس أن يأخذ تلميذه مكانه ليكون التلميذ الذى فاق معلمه، أو ربما أرسله إبليس سفيراً له فى كل مهمة تحتاج إلى إتقان الكذب فيزوّر التاريخ ويقلب الحقائق ويختبئ فيما يسمى الإبداع الروائى، مثلما قال فى روايته السابقة عزازيل ليلفق فيها لأهم قادة الكنيسة وأبطالها تهما ليست فيهم، منتقما بذلك لأفكاره الإلحادية الواضحة بين سطور الرواية.
أما وقد انتهت عزازيل وامتلأت بطن كاتبها من الفتات الساقط من مائدة أربابه التى تمتلك الشهوة وتخلو من العقل، تلك الدولارات القادمة من جيوب محبى الشهوة وعاشقى الكذب ومروجى العرى، إلا ويطل علينا كاتبها من جديد بحزمة كذب جديدة تلفها أوراق لامعة من الهجوم على عقائد المسيحية، ليصنع بذلك هدية مسمومة يحتاجها الشارع المصرى ليزداد عنفا ضد الكنيسة ويتلقفها مروجو الفتنة ليقفوا على أكتافها لصنع ما يريدون.
لقد ادعى زيدان أنه لم يهاجم المسيحية ولن يفعلها، إلا ونراه فى سلسلة هجومه المستمر على المسيحية يهاجم أهم عقائدها وهو التجسد والفداء حينما قال على صفحات جريدة «اليوم السابع» بتاريخ 20-4-2010 م: «إن المسيحيين يعتقدون أن الله هبط لينقذ البشرية.. طيب ما كان ينقذها وهو فوق»، وهذه السخرية من عقائدنا المقدسة تضاف إلى سلسلة خطاياه القاتلة وذنوبه المزمنة التى سوف نحاسبه عليها، وسوف يحاسبه الله قبلنا، وسوف يدينه التاريخ فى المحكمة التى لا ترحم.
أما عن عقيدة التجسد والفداء فتجسد الله من أجل فداء البشر جاء بحلول الروح القدس على العذراء مريم بدون زواج، وطهرها وقدسها وملأها نعمة، وكون من جسدها ناسوتاً أو طبيعة إنسانية، وهذه الطبيعة البشرية الخاصة به اتخذها كلمة الله، وتجسد بها لكى يولد من العذراء كإنسان، فكما ولد من الآب قبل كل الدهور ولادة روحية إلهية بدون أم، هكذا أيضا ولد فى ملء الزمان ولادة إنسانية بدون أب، فهو ولد من الآب أزليا بدون أم، وولد من العذراء ولادة زمنية بدون أب، فلا ينبغى أن يتم خلط الولادتين معاً، فالمسيح ليس له أب جسدى لأنه ولد من العذراء بدون أب، وليس له أم فى اللاهوت لأنه ولد من الآب بلاهوته بدون أم.
أما رداً على سؤاله: لماذا نزل ليخلصنا وكان من الممكن أن يخلصنا وهو فوق؟ فنقول كما علمنا الآباء، وأقتبس الشرح من كتابات نيافة الأنبا بيشوى: لقد أغوى الشيطان الإنسان وأسقطه وكانت عقوبة الخطية الموت، وليس من الممكن أن يسامح الله الإنسان بدون إعلان غضبه على الخطية التى استوجبت حكم الموت، فكان لابد من دفع ثمن الخطية وإيفاء الدين، والله لا يريد الانتقام ولكن لابد أن يعلن قداسته وإظهار كراهيته للخطية فى الوقت الذى يريد أن يخلص الإنسان فيه ويعلن محبته له، فلا تكفى المسامحة بدون شفاء وإلا فسوف يقول الإنسان إن الخطية سهلة والله سوف يقبلها، معتبراً إياها شيئاً عادياً، لذلك كان لابد أن يكون هناك فداء وكفارة لكى يسامح الله ويغفر، ولا يكون هناك غفران بدون ثمن، لأنه لو ترك الأمر بدون حساب فهذا معناه أن الخطية شىء بسيط، إن السيد المسيح وهو أقنوم الكلمة أخذ العقوبة التى لنا، التى هى الموت، وهو لا يستحق الموت، لأنه بار وبلا خطية {غُلَاماً زَكِيّاً} مريم19، ولذلك استطاع أن يفدينا ويدفع ثمن الخطايا التى لكل البشر.
ولابد لهذا الفادى أن تكون له قيمة كبيرة جدا، أن يكون بلا حدود عند الله، وفى الوقت نفسه لا يكون عليه غضب الله مثل سائر البشر الخطاة، وإلا فكيف يفدى غيره إن كان هو نفسه يستحق الموت؟!
وأنى أتعجب لماذا لم يوجه زيدان مثل هذه الطاقة للحديث عن الفلسفة الإسلامية وهى مجال تخصصه؟ ولماذا لم يناقش إلى الآن ما فعله عمرو بن العاص فى أهل البلاد الأصليين؟ مكتفياً فقط بالإشارة إلى هذا الموضوع ووصفه بأنه قبيح، حسب قوله، ألا يدعوه ذلك لتسجيل رواية قبيحة تناسب الوصف الذى قاله وتحكى تاريخ تلك المرحلة، وأرى أنه مؤهل لكتابة مثل تلك الروايات. لماذا لم يعلق على حكم مصر طيلة هذا الزمان، لقد جاء مرقص الرسول بالمسيحية بمفرده وعرضها على الأقباط فكراً، فقبلوها وكان أول بطريرك بعده مصرياً خالصاً وإلى الآن، فى الوقت الذى جاء عمرو بن العاص بعسكره لعرض الدين على الأقباط، فارتضوه بديلا عن الموت وجاء بحكام من الجزيرة ثم من بغداد والشام ولم يترك أهل البلاد يحكمون أنفسهم خوفاً من رجوعهم إلى دينهم الأصلى.
ألا تقتضى تلك الأمور أن يبحر فيها قليلاً بدلاً من مهاجمة العقائد.
ورداً على اتهام الرجل لإله العهد القديم بأنه إله قاس عنيف، فإن الحروب الواردة فى العهد القديم لم تكن حروباً من أجل الهيمنة الدينية، ولا من أجل تهويد الأمم، ولا فرض الشرائع الإلهية، ولم يكن هناك اختيار فى هذه الحرب بين التهويد والقتل، بل كانت حروبا من أجل الأرض التى وعد الله بها اليهود فى ذلك الوقت، وقد سمح الله بها بعد أن فُرضت عليهم لتواجد الشعوب الوثنية فى تلك الأرض، والدليل على أن تلك الحرب لم تكن اختياراً ولا توجيهاً إلهياً، هو ظهور معاهدات الصلح والتعايش السلمى، فمثلما تعايش إبراهيم قديما مع بنى حث فى سلام، هكذا تعاهد يوشع بن نون مع أهل جبعون والأمثلة غير ذلك كثيرة.
واتهامه لإله العهد الجديد بأنه على حد قوله «الغلبان المسكين المستضعف» فالسيد المسيح له المجد كان فى حالة إخلاء الذات، حيث كان فى هيئة بشرية «لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائراً فى شبه الناس وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب» ولكنه فى الوقت نفسه أقام الأموات وانتهر الريح وفتح عينى الأعمى وتجلت قوته فى صنع المعجزات التى اعترف بها القرآن حينما قال عن المسيح (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِى فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِى وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِى وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِى وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِى إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) المائدة 110.
ثم لماذا لم يسأل القراء زيدان أسئلة أخرى مثلاً عن ترك التدريس فى الجامعة وعن سرقة مجهود الآخرين، مثل ما أثير عن تحقيق مخطوط «مقال النقرس» لأبى بكر الرازى ومخطوط «ماهية الأثر الظاهر فى وجه القمر» لابن الهيثم والتى حققها أ.د.عبدالحميد جبرة، أستاذ تاريخ العلوم بجامعة هارفارد، ونشر هذا التحقيق فى مجلة «تاريخ العلوم العربية» العدد الأول 1977 والتى قال عنها زيدان فى مجلة معهد المخطوطات العربية، المجلد 40, الجزء الثانى، نوفمبر 1996 م إنه حققها لأول مرة، وكثير من الخطايا الزيدانية العديدة،لا مجال لحصرها الآن.
أما الآن وبعد نهاية هذا العرض المهم أقول للدكتور زيدان إن العزف على الأوتار المزعجة لصناعة مقطوعات هابطة من الأكاذيب المتقنة أمر لا يضعف الكنيسة ولا يؤذى صخرتها القوية ولا يؤثر فى إيمان أبنائها، وسوف أستعير من مقال سابق تحذيراً لزيدان قلت فيه:
أحذر الاقتراب من مقدسات المسيحية والمساس بمعتقدات إيمانية ثابتة، وتحاشى بحذر لمس نيران الحق لئلا تحترق أصابعك فلا تستطيع الكتابة، واعلم أن الكنيسة قد أخذت وعداً إلهيا (إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها) مت 18:16 وإذا شرعت فيما حذرتك منه فسوف تجد ملايين من البابا كيرلس عامود الدين بصحبة أبنائه المخلصين يأتونك بالحق حتى فى منامك.
دسقورس شحاتة
القس دسقورس شحاتة يكتب: زيدان سفير إبليس الذى قال عنه الكتاب المقدس «إنه كذاب وأبو كل كذاب»
الجمعة، 07 مايو 2010 03:09 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة