◄◄الربان محمد سعيد أيوب: قبطان العبّارة رئيس جمهورية وله القرار النهائى دون الرجوع لشركته فى حماية وأمن الركاب
أعادت للأذهان الأحداث التى تعرضت لها العبّارة «الرياض» نهاية الشهر الماضى سيناريو العبارة السلام 98 التى غرقت فى مياه البحر الأحمر بنفس المشاهد والتفاصيل الدقيقة، وطرحت السؤال الأهم.. ما هى القواعد التى تحكم عمل قبطان كل عبّارة، والتعليمات الملتزم بتنفيذها فى حالة مواجهته طارئا أثناء إبحاره؟.
وللإجابة على هذا السؤال الصعب يقول القبطان محمد فتحى، قائد العبارة الرياض التى أنقذها بحنكته وسرعة تصرفه من المصير الذى واجهته العبارة السلام 98، إنه عندما واجهه سوء الأحوال الجوية والأمواج العاتية والعالية والتى أدت إلى تمايل العبارة يميناً ويساراً بشكل خطير، وكاد كل جانب من جوانب العبارة أن يلامس الماء من شدة الميل، وهو ما أثار فزع ورعب المعتمرين وتعالت أصوات الصراخ وساد الرعب بينهم، فما كان منه إلا أن اتخذ قرارا سريعا وعاجلا، وبعد عن المكابرة، لذلك قدر الموقف ووجد أن العبارة تبعد عن ميناء ضبا 80 ميلاً، وإذا واصل رحلته إلى ميناء سفاجا ممكن أن يتفاقم الأمر وتتصاعد الخطورة، وتواجه العبارة مصيراً سيئاً، لذلك قرر وبسرعة العودة إلى ميناء «برنيس» الذى كان يبعد عنه مسافة 50 ميلاً. وأضاف الربان فتحى، أنه قبل أن يغير مسار العبارة إلى ميناء «برنيس» أخذ يسير بها ببطء لما يزيد على ساعتين، حتى هدأت حدة الأمواج لأنه فى حالة تغيير مسارها والأمواج بهذه الحدة، يمكن يؤدى لانقلابها وغرقها، واتجه لميناء «برنيس» وانتظر به حتى هدأت الرياح تماما وعادت الأمواج لطبيعتها بناءً على تقديره للأمور وبعد ذلك واصل رحلته إلى ميناء سفاجا.
الربان محمد سعيد أيوب يقول: إن قبطان العبارة طوال رحلة الإبحار بمثابة رئيس جمهورية على عبارته التى يقودها، ومتروك له حرية التصرف واتخاذ جميع القرارات التى من شأنها تأمين سلامة الركاب وأمن العبارة، وفى حالة اتخاذه قرارا خاطئا يترتب عليه ضرر بالركاب أو العبارة ،فى هذه الحالة لابد أن يخضع للتحقيق من جانب لجنة الحوادث التابعة لهيئة السلامة البحرية.
وأوضح أيوب أن عقوبة القبطان فى حالة اتخاذه قرارا خاطئا قد تصل لسحب رخصة الإبحار منه من جانب هيئة السلامة البحرية ومنعه من الإبحار نهائيا مرة أخرى.. وكلها أمور يحكمها القانون البحرى الدولى.
واتفق معه الربان مصطفى خليل عضو مجلس إدارة غرفة ملاحة دمياط، وأضاف قائلاً إن قبطان العبارة له القرار الأول والأخير فيما يتعلق بسلامة وأمن الركاب، وتقدير الموقف متروك له وحده دون أى تدخل من رئيس الشركة التى يتبعها فى قراره، بتطبيق هذه القواعد التى تعامل بها قبطان العبارة «الرياض» على القواعد التى تعامل بها قبطان العبارة «السلام 98».. فإنه يتكشف الآتى: الحادثان وقعا على نفس الخط الملاحى ضبا سفاجا، وصباح يوم جمعة، والفرق بينهما أنه فى حادث العبارة «الرياض» التى كان على متنها 624 معتمراً، عندما رأى قبطانها الربان محمد فتحى عقب إبحاره من ميناء ضبا السعودى قادما إلى ميناء سفاجا سوء الأحوال الجوية، كان يمكن لها أن تؤدى لغرق العبارة إلا أن قبطانها اتخذ قرارا بالعودة والجنوح بها لبر الأمان، فعاد إلى ميناء «برنيس» لحين هدوء حدة سوء الموجة العالية، بينما فى حالة العبارة السلام 98، كان قبطانها الراحل سيد عمر متكبرا ومتعجرفا، وتحدى إرادة الجميع، وكأنه قرر إغراق العبارة عن عمد، وهى الأمور الفنية التى كشفها سير التحقيقات وشهادة الشهود، فقد نشب حريق بالعبارة عقب إبحارها من ميناء ضبا، وهو الحادث الذى يعد أخطر من حادث سوء الأحوال الجوية، إلا أنه أصر على مواصلة الرحلة إلى سفاجا، رغم تزايد اشتعال الحريق، ولم تشفع صرخات الركاب واستجداءاتهم للقبطان، إلا أنه كان لديه إصرار على مواصلة الرحلة، الأمر الذى أدى إلى غرق العبارة وراح ضحيتها أكثر من ألف شخص لقوا حتفهم غرقاً، وهو ما أكدته المحكمة أثناء نظرها للقضية، عندما حملته مسؤولية غرق العبارة، معتبرة أنه كان يتعين عليه العودة لميناء ضبا السعودى وعدم مواصلة الرحلة.
وإذا أضفنا إلى ذلك التقارير التى أكدتها هيئة الأرصاد العالمية، أن المناخ فى يوم وقوع حادث العباره السلام 98، كان شديد البرودة مما أثر على زياده اشتعال الحريق فى العبارة بالإضافة إلى أن خط سير العبارات فى البحر الأحمر سيئ ويحتاج بالفعل إعاده النظر فى الخط الملاحى الذى يربط بين سفاجا وضبا السعودى.
لمعلوماتك...
◄624 معتمراً كانوا على متن العبارة ووصلوا سالمين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة