إن من المؤسف أن يكون أمر التداوى بالأعشاب تجارة بحتة، وأرباحًا محضة، وأغراضًا دنيئة على حساب صحة وسلامة، بل على حساب حياة أناس ساذجة بريئة، فالأمر أصبح فى منتهى الخطورة أن يصبح الأمر موكلاً وموسدًا إلى غير أهله، وأن يكون العشاب مصرًّا على هواه وجهله؛ فلقد حالفنى الحظ أن أعمل فى إحدى المؤسسات المشهورة فى هذا الفن، وأبرز الأماكن تجارةً لهذا الشأن، فرأيتُ فيها عجب العجاب، ووجدتُ عندهم مُذهِب العقول، واطلعتُ لديهم على مُذْهِل الألباب، رأيتُ أمورًا عظيمة وخطرًا جسيمًا: جهلة يعالجون الناس، وغشاشين ليس لهم فى العلم أساس، ليس لفقير عندهم أى دواء، وليس لغليل جرعة ماء، ليس لديهم رحمة، ولا يعرفون بالناس الشفقة، سلعتهم فاسدة، وصلاحيتهم منتهية، لا يعبئون إلا ببيعها، يستغلون حاجة المريض وجهله، ولهفة الحيران وأهله، ليس لهم هم إلا جمع المال من حل ومن حرم ومن أى مآل.
ما المخرج من هذا؟
أن يكون الرجوع أولاًً لله- تعالى- وأن يتقى
الله- سبحانه - العاملون فى هذا الشأن، وأن تكون البداية بعمل مزارع لإنتاج الأعشاب الحيوية العضوية تحت إشراف رقابة علمية أمينة، وأن يكون هناك لجان مراقبة من جهات معنية أمناء شرفاء- يراعون الله أولا- مدربة ومتخصصة عالمة بماهية الأعشاب والمفردات، سواء كان نباتيًّا أو حيوانيَّا أو معدنيًّا، تفتش دومًا على مثل هذه الأماكن، وإن تم استيراد شىء منها تقوم هذه اللجنة بمعاينة ما يجلب وتقييمه ومطابقته بالمواصفات القياسية، ورفضه إن لم يطابقها؛ وذلك لدفع المضار، والحد من الأضرار، والحفاظ على صحة الأبرار، أسأل الله العلى القدير ألا يحوجنا لأمثال هؤلاء التجار الذين ليس لهم نصيب من مسمى الأبرار، وأن يقينا الأمراض وأحبتنا وسائر المسلمين؛ إنه هو البر الرحيم.
وأخيرًا إلى كل أحبائى أقول:
إن الأدوية العشبية ومركباتها الكيميائية ربما تتداخل أيضًا مع بعض أنواع الغذاء، وتسبب هذه التداخلات كوارث كثيرة للمرضى، وعليه فإنى أنصح العطارين والأطباء الشعبيين بعدم المجازفة وتحضير خلطات لا يعرفون عن محتوياتها ولا عن تداخلاتها شيئًا، حيث إنهم بفعلتهم يقضون على أرواح بريئة أو يتسببون فى إحداث أمراض لدى مراجعيهم لم تكن لديهم من قبل، وليتقوا الله فى أنفسهم. وأما المريض الكريم فنصيحتى له أن يكون أكثر وعيًا، ولا يجازف بحياته أو حياة قريبه باستعمال خلطة لا يدرى عن محتوياتها شيئًا، ولا يدرى من الذى قام بتحضيرها ولا يدرى ماذا ستسبب له من مصائب بعد استعمالها وليكن واعيًا.
وأخيرًا لسلامة قلبك وكبدك ودمك وخصوبتك ابتعد عن الأدوية العشبية والمشتقات الحيوانية والمعدنية مجهولة الهوية والتى توجد على هيئة مخاليط ممزوجة مع عسل أو مربى أو ماء أو زيت أو مساحيق جافة أو مجروشة، واحذر الدجالين المرتزقة المتربحون على حساب آلام الناس وحياتهم أولئك الذين يقولون: إن هذا من سر المهنة.
عبد العال مسعد عبد العال يكتب: احذروا فالأعشاب الفاسدة والعطارون الجهلة قد يقتلونكم
الخميس، 06 مايو 2010 10:15 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة