ربما لم يحدث من قبل هذا الإجماع على شخص مثلما أجمع الكتاب الساخرون على أن الراحل الكبير محمود السعدنى هو شيخهم فى هذا المجال، ووصفوه بأنه نصير الغلابة والفقراء، والمتحدث الرسمى باسمهم.
حيث قال الكاتب الساخر جلال عامر إنه جمع بين الموهبة والموقف الصحيح، فقد انحاز دائما إلى الجانب الأضعف، والذى يضم الفقراء والغلابة.وأضاف عامر: فى رأييى هو آخر الكتاب الساخرين، وآخر الرجال المحترمين فى دنيا الصحافة، وآخر قلعة وطنية من القلاع الساخرة.
ويؤكد عامر على أن كل الكتاب الساخرين تعلموا منه بساطة اللفظ والقدرة على التأثير من أقصر الطرق، مشيرا إلى أنه تعرف عليه من خلال عامود كان يكتبه فى الستينات فى مجلة صباح الخير بعنوان " اسمه هذا الرجل".
الكاتب الساخر أسامة غريب اعتبر وفاة السعدنى خسارة فادحة للأدب المصرى ورغم توقفه عن الكتابة، إلا أنه أنه يستحق أن يكون فارس الكتابة الساخرة بامتياز، ولا يمكن أن تنساه مصر.
فيما قال الكاتب الشاب محمد فتحى إن محمود السعدنى هو المتحدث الرسمى باسم الشعب المصرى، وهو الأديب الساخر الوحيد الذى كان يكتب ما يرغب فى أن يقوله البسطاء والغلابة.
وأشار فتحى إلى أن السعدنى كان من أولاد البلد الأصلاء، مضيفا أنه أعاد قراءة التاريخ من خلال كتابه " مصر من تانى" وأشار إلى أنه أول من استخدم اسم مصر فى عناوين الكتب الساخرة.
وقال فتحى : فى أواخر حياته ظهرت لديه نزعة صوفية تجلت فى كتابه " ألحان السماء" الصادر عن أخبار اليوم، وهو كتاب مهم لأنه جمع فيه بين الصوفية والسخرية، فتناول فيه قراء القرآن الذين أعجب بهم لكنه سخر فى مقدمة الكتاب من قراء القرآن الحاليين ذوى الصوت الأجش الغليظ.
وأشار فتحى إلى أن السعدنى قدم برنامجا سياسيا لاذعا جدا لم يتحمله أصحاب القرار الذين اكتفوا بمنعه من التلفزيون، وكان يتهكم على السادات فى مقالات له بجريدة تصدر من لندن، وعندما التقاه السادات فى الخارج، عرض عليه أن يعود إلى مصر ولن يسجنه، لكن السعدنى لم يعد من الخارج نزولا على رغبة السادات.
فيما أكد الكاتب الساخر أشرف توفيق أن فقد محمود السعدنى أثر فى الجميع، ويكفى بساطته الشديدة فى السخرية، وأكد على أن السعدنى هو شيخ الساخرين فى مجالهم، وهو المنحاز دائما للفقراء والغلابة، ويستحق عن جدارة لقب الولد الشقى، لأنه ينتمى إلى هذا الوطن، ومن أحشائه، وتجدها كلها فى كتاباته ولعل سخريته واحدة من معالم هذه الحوارى التى انتمى إليها السعدنى.