تظاهر ما يقرب من 100 سائق تاكسى أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون مساء أمس الأربعاء، احتجاجا على تلاعب وزير المالية ومساعده نبيل رشدان بهم من خلال التصريحات التى أطلقاها الأسبوع الماضى فى برنامج "مصر النهاردة" بحل مشكلة سائقى التاكسى الذين لم يتسلموا السيارات الجديدة فى إطار مشروع الإحلال، من خلال اعتبارهم ضمن المرحلة الأولى، على أن يتم تسليمهم السيارات بالأقساط المنخفضة، وهو ما لم يحدث.
وقد توجه السائقون لمنطقة التخريد ثم وزارة المالية فى اليوم التالى لتصريات الوزير، إلا أن رد مسئولى المشروع عليهم جاء على غير المتوقع تماما، وهو: "الوزير بيقول أى كلام وضحك عليكم"، مؤكدين لهم أنه لن يتم التعامل مع أى سائق باعتباره ضمن المرحلة الاولى طبقا للأقساط القديمة، وإنما سيتم التعامل مع الجميع طبقا لشروط المرحلة الثانية التى تزيد فيها الأقساط 550 جنيها، وهو ما أثار غضب السائقين واعتصموا أمام وزارة المالية، دون نتيجة بمقابلة أى مسئول بالوزارة.
وشهد التظاهر اشتباكا أمنيا خفيفا بين سائقى التاكسى وقوات أمن التلفزيون نتيجة رغبة عدد كبير من السائقين فى دخول مبنى التليفزيون لمقابلة الإعلامى محمود سعد الذى تبنى القضية، وإصرار الأمن على قيام السائقين باختيار ممثل او اثنين عنهم يتوليان عرض قضية جميع السائقين.
وتكشفت العديد من المفاجآت أثناء وجود العديد من السائقين، وهى أن المشكلة لا تتعلق بألفى سائق لم يتسلموا سياراتهم الجديدة رغم وجود سيارات مخصصة لهم، وإنما أيضا شكا عدد كبير من السائقين خاصة الذين تقدموا بطلبات لشركة شيفروليه من شهر يوليو الماضى بتأخر الشركة فى تسليم السائقين رقم الشاسيه والموتور، لأنه لا توجد سيارات لديها، فى الوقت الذى تسلم فيه بعضهم السيارات فى مدة قصيرة، وهو ما يبررونه بقيام البعض بدفع رشاوى لسرعة إنهاء الإجراءات.
كما جاء عدد كبير من السائقين الذين تسلموا السيارات الجديدة بالفعل منذ ما يزيد عن 9 أشهر لديهم مشكلات مختلفة مع المشروع تنصب جميعها فى إعلان الفشل الذريع الذى حظى به مشروع إحلال التاكسى، بطريقة لم يكن أحد يتخيلها عند البدء فى إعلان المشروع العام الماضى.
وفى الوقت الذى تضرر فيه سائقو التاكسى من الكوارث المتلاحقة التى بدأت بانسحاب شركة الدعاية الوحيدة من المشروع "انستانت رينتاتس" المجهولة التى لم يسمع أحد عنها، ظهرت مجموعة جديدة من المنتفعين هم سماسرة السيارات الذين انتشروا بشكل كبير فى ساحة تخريد السيارات، والبنزينات، وهو ما أكده عدد من سائقى التاكسى، والذين يطلبون من أى سائق تاكسى قديم بيعه لهم، حيث يقوم السائق بشراء السيارة الجديدة "كاش" دون تقسيط وتخريد السيارة القديمة فى الساحة واستلام الجديدة خلال 24 ساعة.
ومن جانبه وعد الإعلامى محمود سعد سائقى التاكسى بأن يتم التنويه من خلال برنامجه عن المشكلة مرة أخرى، على أن تتم استضافة وزير المالية الدكتور يوسف بطرس غالى أو نبيل رشدان مساعد الوزير المشرف على مشروع إحلال التاكسى، مع وجود اثنين من السائقين للحديث عن المشكلة.
وأثار تجمع السائقين واستمرار مشكلتهم مع الوزارة رغم إعلان الوزير حلها فى البرنامج، غضب محمود سعد الذى قال: "الوزير ونبيل رشدان ضحكوا عليا فى المكان ده هنا فى الاستوديو، وانا بزعل قوى لما حد بيضحك عليا"، مضيفا: "اللى بيضحك عليا بكنس عليه السيدة زينب، وانا مش بهزر"، ثم تم قطع حديثه بنزول تتر البرنامج دون تنويه عن فاصل.
وترجع المشكلة إلى قيام وزارة المالية بالإعلان عن المرحلة الثانية من مشروع إحلال التاكسى، والتى تستهدف استبدال 37 ألف تاكسى فى المحافظات، فى الوقت الذى توقفت فيه عملية تخريد السيارات القديمة، وترفض الساحة استلام السيارات بحجة امتلاء الساحة بالتاكسيات السوداء، فى الوقت الذى لم يتسلم فيه ما يقرب من 10 آلاف سائق السيارات الجديدة ضمن المرحلة الأولى التى انتهت من تسليم 20 ألف سيارة من ضمن 30 ألف سائق حصلوا على موافقات بنكية.
وتطالب المالية من لم يتسلم السيارة التى تعاقد عليها بتغيير الخطاب البنكى والتعاقد على الشروط الجديدة بأقساط تزيد عن المرحلة الأولى بواقع 550 جنيها، هى قيمة ما كانت تدفعه شركة الدعاية المحتكرة لامتياز الإعلان قبل انسحابها، وهو ما يرفضه السائقون تماما، خاصة وأن هذه الزيادة ستزيد الأعباء المالية عليهم بشكل كبير قد لا يمكنهم من الانتظام فى السداد.
سائقو التاكسى يتظاهرون أمام ماسبيرو اعتراضا على تلاعب وزير المالية بهم فى تصريحاته لـ"مصر النهاردة".. ومحمود سعد يعبر عن غضبه: "غالى ورشدان ضحكوا عليا واللى يعمل كده أكنس عليه السيدة"
الخميس، 06 مايو 2010 09:04 ص