احتدام الجدل فى السعودية بشأن اختلاط الجنسين

الخميس، 06 مايو 2010 04:50 م
احتدام الجدل فى السعودية بشأن اختلاط الجنسين احتدام الجدل بشأن اختلاط الجنسين
الرياض (أ.ف.ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتدم الجدل فى السعودية بين رجال الدين المتشددين الذين يعارضون بصرامة اختلاط الجنسين فى الأماكن العامة والدعوة إلى المساواة بين الرجل والمرأة، وبين أنصار التيار الأكثر تحررا الذين يدعون إلى تخفيف نسبى للقيود المفروضة على النساء فى المملكة.

وفى مقال على موقع الكترونى هاجم الشيخ عيسى الغيث القاضى فى المحكمة الجنائية فى الرياض رجل الدين عبد الرحمن البراك مدينا فتاواه التى يحرم فيها تماما اختلاط الرجال والنساء فى الأماكن العامة.

وقال الشيخ عيسى متسائلا "ماذا يعنى توالى صدور الفتاوى المعسرة والبيانات المنفرة، إلا عصيانا للتوجيه الإلهى والهدى النبوى".

ودعا إلى "العيش فى هذا الوطن العزيز بالسمع والطاعة لله، ورسوله، وولاة الأمر، وعلى منهج وسطى معتدل متسامح، مع الأخوة والنصيحة والمحبة".

ولم يذكر الغيث البراك بالاسم لكنه أشار صراحة إلى الفتاوى الدينية التى أصدرها هذا الشيخ القوى النفوذ الذى اتهم فى فبراير الماضى من يشجع على الاختلاط بأنه مرتد عليه الرجوع عن رأيه، وإلا وجب قتله.

وقال الغيث فى مقاله "علينا أن نحافظ على المكتسبات الوطنية، وننميها ونطورها، دون أن نثير الفتنة والبلبلة تحت زعم الحسبة والاحتساب ونحرض الأخ على أخيه ونجعله يبدع ويضل ويكفر وينفر ولا أحد ينصحه ويقول له ولو فى فتوى واحدة أو بيان كتلك البيانات المتسلسلة لا تغل ولا تكذب ولا تضلل الناس ولا تحرض على ولاة الأمر ولا تجيش ضد الوطن ومصالحه العامة".

وكان الغيث يرد على رسالة وجهها إليه الشيخ البراك الأسبوع الماضى يؤكد فيها أن الاختلاط يعد تمردا على أحكام الله.

ووجه الشيخ البراك هذه الرسالة أيضا إلى وزير العدل محمد بن عبد الكريم العيسى والشيخ أحمد بن قاسم الغامدى مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى منطقة مكة المكرمة، الذى أدى موقفه المتحرر نسبيا بشان الاختلاط إلى إعلان إعفائه من منصبه قبل الرجوع فى ذلك الأسبوع الماضى بأمر من جهة عليا كما يبدو، حيث اعتبر الغامدى أن منع الاختلاط "لم يكن موضوعا لحكم شرعى كغيره من المسائل الفقهية بل كان أمرا طبيعيا فى حياة الأمة ومجتمعاتها".

وفى هذه الرسالة قال الشيخ البراك "اتقوا الله! لا تكونوا مفاتيح للشر على الأمة بتسويغ أو تهوين ما يبغيه أعداء الله من الكافرين والمنافقين من تغيير حال هذه البلاد العزيزة المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين، وجرها الى ما جرى على البلاد الإسلامية التى رزحت تحت نير الاستعمار دهرا حتى مسخها، ونفذ فيها خططه، فلم يخرج منها حتى سلمها لمن يبقى على مخططاته وآثاره".

وأضاف "لا يخفى أن من أعظم آثاره ما يسمى بتحرير المرأة، وهو تمردها على أحكام الله، وتعديها لحدوده، مما أفضى إلى شيوع الاختلاط بين الرجال والنساء بأبشع صوره فى العمل والتعليم، وشيوع الخنا بفتح دور السينما ودور الرقص والغناء".

ويعكس هذا التراشق اللاذع احتدام التوتر بين رجال الدين المحافظين الذين يهيمنون على قطاعى القضاء والتعليم وبين الإصلاحيين الذين يدعون إلى إلغاء القوانين الصارمة التى تقيد النساء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة