طارق النجومى يكتب: اللى مالهوش أهل.. الحكومة أهله!!

الثلاثاء، 04 مايو 2010 02:06 ص
طارق النجومى يكتب: اللى مالهوش أهل.. الحكومة أهله!! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلست تعد طعام العشاء من البطاطس والباذنجان، وذهنها مشغول ازاى هنكمل الشهر، الفلوس قربت تخلص، ولسه فاضل 5 أيام على الراتب.. هناكل منين يارب..، وفجأة تسمع صراخ زوجها الحقونى يا خلق.. الحقينى يا حفيظة.. بطنى بتتقطع.. تركت المرأة ما بيدها وجاءت تجرى.. نظرت إليه.. تلاقت عينيهما الجاحظة.. هو من الألم وهى من الهلع.. فيك أيه يا وهدان ماكنت كويس.. الحقينى هموت مش قادر.. من كام يوم بطنى بتوجعنى كنت متحاملا على نفسى، بس الوجع زاد ومش قادر خلاص.. صرخت بسرعة يا منعم نادى على عمك صبحى جارنا يلحقنا..

فتح الباب وجد جاره أمامه.. فيه أيه صوت أبوك جايب لأول الحارة.. دخل.. نظر إليه.. وجد وجهه أصفرا كالليمونة والعرق يتصبب من جبينه.. جرى إلى الشارع على إسماعيل البقال.. اطلب لنا الإسعاف بسرعة.. إسعاف إيه اللى هيدخل فى الحارة.. لقيتها.. نتصل بالواد حسين يجيب التوكتوك.. المستشفى قريبة.. انطلق التوك توك فى طريقه للمستشفى منحشرا بين السيارات ووهدان يكتم آلامه كما انكتمت أنفاسه من دخان السيارات، وبعد رحلة استغرقت ساعة من الزمان.. وصلوا أخيرا إلى المستشفى..

نزل الرجل وقدميه لا تحملانه.. إلى قسم الطورئ.. مافيش عربية تشيله يا خلق.. ببرود رد رجل، كان يجلس على مكتب من الصاج المتهالك وأمامه دفترا.. حطيه على السرير اللى قدامك جوه وأنت يا راجل هات بطاقتك وتعال سجل اسم العيان.. انتظرت أن يجئ أحد ليرى زوجها.. جرت تنظر هنا وهناك.. قابلت ممرضة.. إلحقينا.. جوزى المغص بيقطع بطنه..

نظرت إليها بعيون زابلة.. استنى الدكتور فى أيده حالة تانية.. شويه ويجيلك.. دقائق قليل مرت عليها كأنها ساعات طويلة.. جاء الطبيب.. اكشف بطنك يا أخينا .. جوزك ياست الاحتمال الغالب عنده التهاب فى البنكرياس.. وحالته ربنا يستر.. هندخله القسم جوه.. بس كنا عايزين تجيبوا شوية أدويه من بره يالا هموا..

امتدت يدها ناحية وجهها، وكأنها تذكرت شيئاً.. خلعت حلقا صغيراً، كانت ورثته من أمها.. ياسى صبحى بيعه وهات المطلوب.. ما فيش صاغه فاتحه دلوقتى.. عموما أنا هتصرف.. ذهب الرجل لصيدلية يعرف صاحبها.. الفلوس هجيبها بكره الصبح..

رجع مسرعا.. وجد المرأة تجلس على الأرض فى حالة ذهول، وأولادها حولها.. فيه أيه.. رد منعم.. أبويا فجأة أغمى عليه وخدوه جوه ومنعينا نشوفه.. دقائق مرت كالدهر.. خرجت ممرضة وهى تبدو حزينة.. الله يعوض عليك ويخليلك عيالك.. سقطت فاقدة للوعى ولم تنطق بكلمة.. جلست فى فراشها فى البيت وأولادها وجاراتها حولها، متشحات بالسواد.. ربنا يصبرك يا ختى و يقويك على الحمل التقيل اللى سابهولك وهدان..

ذهب ذهنها بعيدا ونسيت النساء اللاتى تحطن بها من كل جانب.. هنعمل أيه المعاش مش هيأكلنا عيش حاف، أنا والولاد، وشغلانة بعد الظهر اللى كانت سترانا فلوسها راحت.. هناكل أزاى.. ما فيش غير أنى أطلع منعم من المدرسة وأوديه للأسطى سعد الميكانيكى.. وأكلم سنية تشوفلى كام بيت اشتغل فيهم زيها .. هتفرج.. بس صعبان عليا الواد منعم كان شاطر فى المدرسة.. تنبهت على صوت جارتها.. ما تحسبيهاش ياختى.. ربنا معاك.. ردت حفيظه على الفور.. آمال مين ممكن يكون معانا .. الغلبان مالهوش إلا ربنا.. وأجهشت بالبكاء!!!

قصة تحدث كثيرا ولا يلتفلت إليها أحد، ولكنى أهديها لكل ضمير نائم وعين لا ترى وعقل لايدرك!! كم مليون حفيظة ومنعم يعيشون بيننا!!؟ نفوس ضائعة.. لا يلتفت إليهم أحد.. قنابل موقوتة فى مجتمع يتأرجح بين طرفين متناقضين.. قاع الفقر..وقمة الثراء.. بعد أن تناثرت قيم الحق والعدل.. وساد منطق إلا منطق.. ومع انشغال الكثيرين ممن بيدهم الأمر بإنشاء ملاعب الجولف ومجمعات الهيلز.. ما هى مسئولية المجتمع والدولة عن هؤلاء؟؟..





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة