سعيد الشحات يكتب: ورحل الواد الشقى محمود السعدنى

الثلاثاء، 04 مايو 2010 09:35 م
سعيد الشحات يكتب: ورحل الواد الشقى محمود السعدنى محمود السعدنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



برحيل الكاتب الكبير محمود السعدنى، تكون مصر قد فقدت أهم كتابها الساخرين، ويكون هذا الرحيل، استكمالاً لنجوم راحلين فى الأعوام الأخيرة، كانوا ضمن أصدقاء السعدنى المفضلين والمقربين، مثل محمد عودة وكامل زهيرى وأخيرا يوسف الشريف.

رحل السعدنى بعد أن مرت حياته بعصور سياسية مختلفة، سجلت خلالها تقلبات هائلة انعكست على حياته الشخصية والسياسية والصحفية.. وهى الحياة التى وصفها الكاتب الرحل يوسف الشريف، يقوله: "ألوان من الفقر والإفلاس من أى قرش تعرض لها الكاتب الكبير محمود السعدنى.. كسب أموالا وتدفقت عليه من غير أن يحتسب، وعرف طوب الأرض كما يقولون، من الفلاح البسيط إلى اللص الشرير وحتى الملوك والباشوات والمليونيرات، ونام على الصيف، ثم نام فى أشهر وأفخم الفنادق فى أوربا، لكنه ظل كما هو لم يتغير، وبرغم زاده الوفير من الذكريات والخبرات التى ضمنها حكاياته وقصصه ومسرحياته ومقالاته، فإنه ظل يؤكد أن الفقر لو عاد به إلى بواكير الصبا ما اختار غير الحياة التى عاشها والطريق الذى سلكه والناس الذين عرفهم ومهنة الصحافة التى أحبها.

فى عام 1927 ولد محمود السعدنى، وعاش مخلصا للناس البسطاء، ومخلصا لكل حواديت التاريخ التى تبدو أنها على هامشه، وامتلك قدرة استثنائية فى تناول الأحداث السياسية التى كان طرفا فيها، أو تلك التى سمع عنها، وذلك بأسلوبه الساخر الذى ظل ماركة مسجلة باسمه، وتخرج من تحت لافتته عشرات من كتاب الوطن العربى بطوله وعرضه.

عمل محمود السعدنى فى بداية حياته الصحفية فى مجلة الكشكول وكان ذلك قبل ثورة يوليو 1952، وتتلمذ على يد الشاعر الغنائى الكبير مأمون الشناوى، ثم انتقل إلى العمل فى جريدة الجمهورية ومجلة روزاليوسف، وقضى نحو عامين فى السجن عام 1971 فى القضية التى اشتهرت إعلاميا وسياسيا باسم "مراكز القوى" وهى القضية التى شهدت صراعا على السلطة بين الرئيس الراحل أنور السادات، وكبار معاونى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتم فيها اعتقال مئات من السياسيين الذين كانوا فى التنظيم الطليعى، وغيرهم، وتم القبض على السعدنى وقضى عامين فى السجن، وبعد خروجه هاجر إلى الخارج، وفى الإمارات أسس جريدة الفجر، ثم غادرها إلى العراق.

ترك السعدنى عشرات المؤلفات التى تعد درة فى الكتابة الساخرة كما أنها تحتوى على توثيق فريد لتاريخ مصر، وتوثيق للجماعات السياسية التى لعبت فيها أدوارا سياسية، مثل الشيوعيين والناصريين والإخوان المسلمين، ومن أشهر كتبه: "حمار من الشرق، وملاعيب الواد الشقى، الطريق إلى زمش، وحكايات قهوة كتكوت، ومصر من تانى".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة