هلت علينا فجأة زعابيب ورياح انتخابات الاتحاد العربى لكرة القدم، التى كانت فى السنوات السابقة تمر على الجميع مرور الكرام دون أن ينظر إليها قارئ ولا يهتم بها صحفى أو إعلامى سوى بسطور قليلة لا تحظى بأى نسب قراءة ولا تمثل انفرادا لأى صحيفة مثلما يحدث الآن فى حالة الصراع الوهمى بين الفضائيات الرياضية التى آلت على نفسها أن تصنع أزمة وانتخابات وحكايات وتعيش وسط دوائر المؤامرة الكبرى التى صنعتها الدول العربية ضد المصرى الكبير سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة.
وراح هؤلاء المراهقون يؤكدون على المؤامرة ضد زاهر من دول الجوار الصديقة وكأن رئيس اتحاد الكرة مستهدف وكأن مصر باتت دولة غير عربية لأنها تلقى معاملات غير طبيعية من كل الدول، والدلالة على هذا الكلام كما يشيع هؤلاء الفضائيون.. النتيجة غير المرضية والمركز الثالث انتخابيا الذى حصل عليه زاهر، بينما حصل روراوة الجزائرى على المركز الأول ولأننا نعيش فى عصر المرتزقة فكيف يمر موسم انتخابى كبير دون صناعة أزمة وخلق صراع وترسيخ مفهوم نظرية المؤامرة.. باختصار شديد جداً خضعت انتخابات الاتحاد العربى كالعادة لمفهوم الكتل الانتخابية، بمعنى أن هناك كتلة يقودها القطرى محمد بن همام وأخرى يقودها سلطان بن فهد السعودى وثالثة تخضع لأوامر الجزائرى روراوة ممثلة فى اتحاد شمال إفريقيا الذى من المفروض أن نحسب عليه حتى أزمتنا الأخيرة مع المنتخب الجزائرى والتى تخطت كل الأعراف الرياضية وباتت وذهبت وجلست فى أحضان السياسيين الآن حتى إشعار آخر.. ولذا فالملاحظ أننا لا نملك كتلة انتخابية وكنا ندور فى فلك الكتل الأخرى، فأزعم مثلا أن هانى أبوريدة ذهب إلى قطر قبل الانتخابات ليقنع محمد بن همام بضرورة وجود زاهر فى قائمته وفقا لاتفاقات سابقة فى القاهرة بين زاهر وأبوريدة وتواصلت عبر الهواتف بين زاهر وهمام أيضا، ولذلك لست مندهشا ولا غاضبا ولا مستغربا أن نحصل على 13 صوتا فقط لأن هناك طموحات مختلفة لأعضاء الجمعية العمومية للاتحاد العربى، وأرى فكرة نظرية المؤامرة ضد مصر المحروسة لا أساس لها من الصحة، وتراجعنا خيبة أمل وعدم نظام ولأننا أيضا لا نملك قوة أو كتلة تصويتية نفاوض بها الـكتل الأخرى.
أرى أن الذين يريدون إشعال الفتنة بين زاهر وأبوريدة يرتكبون خطيئة كبرى لأننا جميعا مسؤولون عن أن نعيد هيبة اتحاد الكرة المصرى عربيا، وهذا لا يتأتى إلا إذا توحدت الجهود ونبذنا الفرقة والفتنة بين زاهر وأبوريدة كما يريد البعض. للأسف الشديد أصبحنا متخصصين فى الفشل الذريع فى أى موقعة أو حدث نكون طرفا فيه مع الآخر، ودوما نرى صرخات وتشنجات وعويلا وضجيجا بلا أى طحين يعقب أى أزمة دون وجود حلول أو أجندة واضحة للمستقبل فمن يتذكر مثلا فضيحة صفر المونديال التى كتب فيها الصحفيون أطنانا من الورق وانتهت دون أن نخرج بنتائج أو أفكار نطبقها إذا ما أردنا فى المستقبل أن نستضيف كأس العالم مثلا وتذكروا أيضا أننا مازلنا نعيش فى جلباب أزمة الجزائر حتى الآن دون وضوح أو رؤية.. إلى متى ستسير الأزمة وهل هناك نية لحلها أو حسمها وهل حقا ستنحنى رقبة اتحاد الكرة وتقدم اعتذارها للاتحاد الجزائرى وتنفذ هذا الشرط الغامض حتى يتم المصافحة والمصالحة أم لا.
وإذا كنا نرفض هذا الاعتذار الذى مازالت الجزائر تصر عليه فلماذا إذن طوال الوقت نتكلم ونتحدث عن تلك المصالحة، ومن وراء شائعة أن زاهر ذهب للجلوس مع روراوة فى السعودية وهل تراجع مثلا الأمير سلطان بن فهد عن تلك المصالحة؟.
أخيرا دعونا نواجه عيوبنا ونكشف عوراتنا ونؤكد أننا لا نملك مقومات المركز الأول ولا نعرف كيف ندير أى أزمة ولا داعى أن نزيد هوة الفراق والبعاد بيننا وبين أبناء الاتحاد العربى لكرة القدم إذا كنا متمسكين بوجودنا فيه.. ودعونا نعيد فتح حوار حضارى معهم ونبارك لزاهر نجاحه ونتذكر أن زاهر نفسه قد ترك منصب نائب الرئيس فى الانتخابات الماضية طواعية دون ضغوط لأنه ونحن والجميع يعرف أنها انتخابات وهمية لا تسمن ولا تغنى من جوع ولكنها وجاهة اجتماعية لأمراء السعودية يضيعون فيها أوقات فراغهم ويشعرون أنهم مازالوا قادرين على الحركة الكروية دون أفعال حقيقية على أرض الواقع.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة