وصف الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومى للترجمة، مجموعة المحامين الذين تقدموا ببلاغ للنائب العام ضد كتاب ألف ليلة وليلة بأنهم مجموعة من الجهلاء بالتراث وبعظمته، معادين للعقل والاستنارة، لذلك رفعوا القضية تعبيرا عن جهلهم وانغلاقهم، وثمرة لتيار أساسى قديم الوجود فى العالم العربى والإسلامى وهو الذى أدى لانكسار الحضارة العربية وانهزامها، مشيرا إلى أن المحامى عادته حينما يفلس يلجأ لمهاجمة الأدب، لكنهم نسوا أن ألف ليلة جزءا من تراثنا العربى العظيم.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية التى عقدت صباح اليوم بمقر اتحاد الكتاب بالزمالك لمؤتمر اليوم الواحد "ألف ليلة وليلة ومستويات التلقى"، وشارك فيها سلماوى، والغيطانى وعصفور ومجاهد وأدارها الدكتور مدحت الجيار.
وقدم عصفور فى كلمته دراسة أدبية عن ألف ليلة وليلة، أشار فيها إلى أن قصة الليالى تنطلق من حكاية السلطان الذى يكتشف خيانة زوجة أخيه، مع عبد أسود، فقرر أن يتزوج كل يوم بكرا، ويقتلها وتصدت له ابنة الوزير شهرزاد بالعقل لكى تصون بنات جنسها، واستطاعت أن تقلل من بطش وحيوانية السلطان.
وأكد عصفور أن ألف ليلة كانت نواة قادمة من حكايات فارسية قديمة وكليلة ودمنة أصلها هندى، هى نواة غير عربية، واستطاع العرب أن يعيد صياغتها وإنشاءها، مشيرا إلى أن ألف ليلة كانت مقموعة ولم تكتشف بسبب انهزام التيار العقلى، وانتصار التيار السلفى الذى قمعها ولهذا كان اكتشاف المستشرقين لها ولكليلة ودمنة.
المسشترقون وصمة عار فى ثقافتنا لأنهم اكتشفوا أنهما قطعتا ماس محاط بطين، ومن اكتشفها فى القرن 17 أنطوان جالاه، وترجمت ألف ليلة إلى اللغة الفرنسية فى القرن 17 ومن هنا بدأ العالم كله يعرفها، وتصبح جزءا من التراث الأوروبى.
بينما توجه الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بالشكر إلى الكاتب الروائى جمال الغيطانى مؤكدا على أنه صاحب فكرة سلسلة الذخائر، كما توجه بالشكر إلى وزير الثقافة فاروق حسنى وقف بجوار القضية، وللدكتور جابر عصفور الذى تقدم بالدراسة عن الكتاب.
فيما أشار الروائى الكبير جمال الغيطانى إلى أن القضية هى أن السياسة تهاجم الثقافة لتحقيق أغراض محدودة، وإذا أقررنا مبدأ الحذف لن يكون هناك ذاكرة ثقافية أو تراث، وأكد الغيطانى أن جميع نصوص التراث والأدب العربى القديم محملة بما هو أكثر مما هو موجود فى ألف ليلة وليلة، ولو أن هؤلاء المحامين قرأوا المؤلفات الفقهية لوجدوا فيها أكثر مما يتجاوز ألف ليلة بكثير، وقال الغيطانى: ألف ليلة وليلة هى أكثر الكتب حشمة فى الأدب العربى القديم ولكنهم يهاجمونها لأن ليس لها صاحب.
وطالب الغيطانى باتخاذ موقف إجرائى قائلا: هذه المرة أشعر بالخطر على الوطن والثقافة وأطالب اتحاد الكتاب بتقديم بلاغ ضد هؤلاء وإظهار الجانب الخفى فى الموضوع، فنحن لسنا أمام بلاغ عادى، وإنما بلاغ سيترتب عليه أمور خطيرة جدا.
وأكد محمد سلماوى أن التربص بشهرزاد الهدف منه العودة إلى عصور الظلام والتخلف، لأن ألف ليلة وليلة هى ترويض للبطش والحيوانية، وانتصار للتراث ذاته، لأن شهرزاد كانت مسلحة بالتراث.
وأشار سلماوى إلى أن أبلغ رد لموقف اتحاد الكتاب هو الرد العلمى الذى يتمثل فى شهادات المتخصصين عن ألف ليلة وليلة، لذلك أقمنا هذا المؤتمر، ثم فى الجلسة الأخيرة فى المساء سيصدر عن اتحاد كتاب مصر ومثقفيها بيان يحدد موقف المثقفين جميعا من هذه القضية، ويعلن تضامن اتحاد كتاب مصر قضائيا مع أى إنسان يتعرض للمساءلة القانونية فى هذا الموضوع وفى هذه القضية.
واختتم سلماوى الجلسة رافعا النسخة الجديدة من ألف ليلة وليلة أمام الحضور قائلا: مثلما قدموا بلاغا يمكن أيضا أن نقدم بلاغا للنائب العام، ونحن سوف ننتقل من مرحلة رد الفعل وصد الهجمات إلى مرحلة المبادرة بالهجوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة