تباينت أراء عدد من أساتذة التربية تجاه محتوى المناهج الدراسية بالمراحل التعليمية المختلفة، حيث اتهمها البعض بأنها لا تقدم ثقافة حقيقية وتساعد على التطرف والعنف وخاصة من خلال كتب التربية الإسلامية التى تحس الطلاب على ازدراء الأديان منذ الصغر، بينما أشار البعض الآخر إلى أنها مناهج جادة تشيع روح المواطنة وقيم العمل والأخلاق.
فى البداية قال الدكتور كمال مغيث الباحث والخبير بالمركز القومى للبحوث التربوية، إننا علينا أولا أن نحدد المشروع الثقافى الذى تسعى الدولة لترسيخه فى الفترة الحالية، وذلك لنتمكن من تقييم المناهج الدراسية المقدمة ونقف على مدى اتفاقها أو اختلافها مع هذا المشروع، فعلى سبيل المثال فى فترة الستينات كانت المناهج تنشر مبادئ القومية العربية والاستقلال الوطنى، وذلك لأنها كانت القيم الشائعة وقتها، أما الآن فالدولة ليس لها مشروع محدد يمكن أن ينعكس خلال مناهجها فمن الصعب أن نحكم عليها إن كانت دولة إسلامية أو ليبرالية أو اشتراكية.
وأضاف: بما أن الخطاب الدينى هو المهيمن على الشارع المصرى فأصبح مهيمنا أيضا على المناهج التعليمية التى باتت تشيع العنف والتطرف وخاصة كتب اللغة العربية والتربية الإسلامية التى تحس الأطفال على ازدراء الأديان منذ الصغر، كما اختفت أيضا من المناهج أفكار حقوق الإنسان والمواطنة.
وتابع: ومن وجهة نظرى نحن بحاجة إلى تشكيل لجنة قومية تحدد ما هى الأهداف الثقافية والوطنية العامة وتضعها للمؤلفين حتى يتسنى لهم العمل من خلال رؤية واضحة وشاملة.
وأتفق معه الدكتور "قاسم عبده قاسم" قائلا: مستوى التعليم فى مصر "منيل" ولا يمت للثقافة والفكر بأى صلة، وإذا تحدثنا عن فكرة تطوير التعليم ومراجعة المناهج فهذا أمر يطول الحديث فيه لأنه فى رأيى موضوع يحتاج لجهد قومى لا يقدر عليه وزير بمفرده، وسبق أن أشارت التقارير والدراسات الصادرة عن المجالس القومية المتخصصة منذ ما يقرب من 20 عاما إلى ضرورة مراجعة وتعديل المناهج التعليمية، ولكن للأسف لم يتغير شىء ولم يتحرك ساكن.
وقال الدكتور "حامد عمار": يتعلم الطلاب قواعد الإسلام والحرام والحلال ليس من خلال الكتب المدرسية فقط، ولكن أيضا من خلال القنوات الفضائية والدعاة الجدد أمثال عمرو خالد وغيره وما يقدمونه من أفكار قد تكون متطرفة أحيانا، وكذلك الحال بالنسبة لخطباء المساجد وما تشتمل عليه خطبهم من عنف وتحريف لمفاهيم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
وأضاف: من هنا نؤكد أن الكتب المدرسية وبخاصة الدينية ليست المشكلة، لأن الطالب يستقى معلوماته من خلال المجتمع وما فيه من أجواء ثقافية وفكرية، ومن وجهة نظرى أرى أن كتب اللغة العربية والتربية الإسلامية مبذول فيهما جهد خرافى منذ عهد الوزير يسرى الجمل وحتى الآن، فأصبحت الكتب حاليا تحس على المواطنة والإخاء أكثر من قبل، وتعلو من شأن قيم الأخلاق والعمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة