"ألف ليلة وليلة من أكثر الكتب حشمة" هكذا قال الكاتب جمال الغيطانى، ردا على الهجوم المثار مؤخرا حول إعادة طبع كتاب ألف ليلة وليلة، والذى انتهى بتقديم بلاغ ضده للنائب العام من قبل رابطة "محامون بلا قيود" بزعم أن الكتاب يروج للإباحية، مشيرا إلى أن هذا الكتاب ذو قيمة عالية وكثيرا ما تأثر به أدباء ومثقفو العالم.
وأضاف الغيطانى قائلا: أنا استرددت حق الدولة المصرية من خلال إعادة طبع هذا الكتاب، للرد على الفكر الأصولى الرجعى، وأتعجب كثيرًا من هؤلاء مهاجمى الثقافة والإبداع كيف فوجئوا الآن تحديدا أن الكتاب يروج للإباحية بعد مرور مئات السنين عليه كما ادعوا فى بلاغهم، وأؤكد على أن هذا البلاغ لا يقل عن الأعمال الإرهابية المتطرفة، وتفجيرات الحسين والأزهر وحادثة اغتيال الأديب الراحل نجيب محفوظ.
جاء هذا خلال الندوة التى عقدت صباح اليوم الثلاثاء بمقر الهيئة المصرية العامة للكتاب، لمناقشة كتاب ألف ليلة وليلة للكاتبة الدكتورة سهير القلماوى وحضرها كل من الدكتور جابر عصفور، الكاتب جمال الغيطانى، الناقد الدكتور حسين حمودة، والدكتور سليمان العطار.
وأكد الغيطانى على أنه لم يتخيل أبدا أن يصل الأمر إلى هذا الحد، وأنه كان يفضل أن يكون هناك سبيل للمناقشة والحوار بدلا من اللجوء للقضاء.
وقال: هؤلاء المتطرفون يلجئون لأساليب أتاحها القانون لمهاجمة المثقفين، ونحن إزاء عمل منظم يستهدف النيل من الثقافة والإبداع تحت ستار الدين والإسلام، وأقولها صراحة أنا سعيد جدا بإعادة طباعة هذا الكتاب بحكم إشرافى على سلسلة ثقافية عريقة، وسعيد حتى لو تم سجنى عشرة أعوام فداء لألف ليلة وليلة.
واتفق معه جابر عصفور قائلا: كتاب ألف ليلة وليلة يتعرض الآن لهجمة شرسة من جانب خفافيش الظلام، وهذا الكتاب فى رأيى يستحق أن يفخر به العرب لأنه بمثابة تراث إنسانى حقيقى، ولذلك فلسنا نحن- المصريين- المدافعين فقط عن هذا الكتاب، ولكن الإنسانية كلها هذا الكتاب يجسد الفارق بين عقلية الريف التى تسعى لاحتقار المرأة والتقليل من شأنها، وعقلية المدينة التى تبرز دور المرأة فى الجتمع وأهميتها.
وأضاف: عندما تراجعت العقلية البدوية وقضينا على عصور الظلام، عاد هؤلاء المتخلفون المتطرفون من جديد فى زى التيار السلفى الأصولى، محملا بأسوأ الأفكار، لكى يخرب عقولنا، وزادوا من سيطرتهم لمحاربة كل إنتاج إبداعى وعقلانى، ينتسب إلى المدينة، والعقلية السلفية المتطرفة تطل برأسها كالأفعى من وقت لآخر لتفسد حياتنا، وتنال من عقلية المدينة، وعلينا أن نتصدى لهذا الفكر الوهابى الذى اقتحم حياتنا عن طريق إعارات دول الخليج.
وأكد جابر أن هذه الدعوى التى تقدمت بها الرابطة غير جائزة قانونيا، لأنه سبق أن أصدر القضاء حكمه عام 1986 بعدم حظرها وإباحة نشرها، وتوجه جابر بالشكر إلى المثقفين الذين أصدروا بيانا قبل أيام يستنكرون فيه تلك الواقعة، ويعلنون عن تضامنهم مع الغيطانى والدكتور أحمد مجاهد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة