أحمد صلاح محمود يكتب: أهدانى قمراً وموجة بحر

الثلاثاء، 04 مايو 2010 10:34 ص
أحمد صلاح محمود يكتب: أهدانى قمراً وموجة بحر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت حينها طالباً فى الفرقة الثالثة، حين دعيت لحضور ندوة ثقافية وهناك استمعت لصوت ملائكى لفتاة من زمن آخر مستحيل أن تكون من عالمنا مؤكد أنها جاءت من عالم آخر عالم كله براءة وطهر، وقفت لتلقى لتلقى قصيدتها فإذا بها تسحرنى تخطفنى تأخذنى إلى دنياها التى قبل أن أبصر ملامحها اختفت وتركتنى كالعادة وحيداً ومضيت فى طريقى مسحوراً بهذا الصوت أسيراً لهذه البنت حالماً بلقاء آخر أتمنى لو عشت عمرى كله بصحبة صوتها فقط صوتها أسمعها وهى تتكلم وأنصت وهى تعزف حروفها على أوتار الحنين

ياربى يا خالق أسرار الملكوت دعنى ألتقيها ثانية ً
سبحانك قادر سبحانك هازم كل مستحيل . رحيم أنت ياربى ولن ترضى لعبدك بالحيرة والجنون. ياربى امنحى علامة تلهمنى يقيناً ينقذنى ولا تتركنى فريسة للظنون


ويمر عام كامل وفى نفس الموعد ومع دقات نفس الساعة التى كانت يأتى ما انتظرته طويلاً كنت جاساً فى المترو أطالع صحيفة أسبوعية تعج بأخبار معتادة إلى حد الملل حين سمعت صوتها نعم هو الصوت الذى خطفنى من عام كامل مؤكد أنه هو وليس وهم. مستحيل أن يخدعنى قلبى. نعم سمعت الصوت بقلبى. هذا شئ يخص القلب
ياربى كم أنت رحيم بعبدك عالم بحاله سأصلى الف ركعة شكر سأصلى من العشاء إلى الفجر
ما أجمل أن تزرع الصبر وما أروع أن تذوق الحصاد.

نهضت من مكانى كمن به مس اتجهت حيث جاء الصوت.

لم أكن أذكر ملامحها جيداً لم يكن يهمنى إن كانت جميلة أم لا كل ما يهمنى هو ذلك السحر الساكن فى صوتها ذلك الجو الروحانى الذى تنشره فى المكان حين تتكلم.

كانت بصحبة صديقة لها حين اقتربت منها أول مرة أكون شجاعاً إلى هذا الحد لكن ماذا افعل؟ وأنا مسحوق من الشوق مقتول من الوجد خرج الكلام منى همساً. ( أرجوكى أكملى حديثك أرجوكى تكلمى) هكذا قلت لها راجياً. دهشت جداً تبدلت ملامحها وعلامات لم استطع أن أفهمها أو أجد لها تفسيراً رسمت على وجهها وبادلت صديقتها نظرات الدهشة فأكملت ما بدأته من مغامرة غير محسوبة وأنا غارق فى خجلى ورجائى ( ليس بى ياسيدتى جنون أنا فقط عاشق ومفتون فهل تقرأين على القلب الهائم بعضاً من قصائدك).

بعد لحظات من الصمت والدهشة والارتباك والحيرة سمعتها تهمس لصديقتها (إنه هو رأيته قبل أن نكون يهدينى قمراً وموجة بحر)







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة