كثرت هذه الأيام إعلانات عن مراكز تعطى رخصة قيادة الكمبيوتر مجاناً فلا تكاد تفتح صحيفة إلا وتجد الإعلانات المغرية، لأنها كلها بالمجان وكمان تدريب لمن لا يستطيع استخدام الحاسب وكلها على علاقة باليونسكو حتى أنك أول ما تسمع هذا الاسم يعطيك رهبة وجلال واحترام ليس فقط لأنه اسم أجنبى وكتير من الناس لا تعرف معناه بل أيضاً لأن الاسم يتبع الأمم المتحدة ومنظمات عالمية لذلك يشعرك بالجدية والصدق التأمين.
العنوان لا يكتفى بذكر كلمة تعلم واحصل على الشهادة بل يزيد إلى جر رجل الذبون لدفع مبلغ تأمين حتى إذا أتممت الامتحان بنجاح أخذته بلا شك لأن من اسمه تأمين دخول الدورة وكمان ألفاظ مثل منحة ومجانية كلها ألفاظ تعطيك إحساس بأن الموضوع سهل وبسيط وغير مكلف كل اللى عليك تعلم وبس ولا عليك سوى دفع التأمين.
يذهب الكثير مما يمكن أن تسميهم مندوبى الإعلانات إلى الزبائن فى أماكن التجمعات وخصوصاً الجامعات ويبدأ التوافد على المراكز وطبعاً العمولة نسبة من كل ذبون ومبلغ التأمين بسيط فقط 200 جنيه ولا يزال الديلر يزن على ودانك حتى تقتنع أنك لا تعرف شىء فى الدنيا وأن الكمبيوتر هو إحدى لغات العصر، وأنك ستسترد أموالك، ولكن عليك تذاكر وتجتهد حتى يحصل ذلك وتمر الأيام والشهور بل والسنون كمان ولا تجد من يسأل عنك أو عن الدورة أو عن صاحب مبالغ التأمين وهم بالآلاف ببساطة لأن المراكز بالآلاف أيضاً كل من لا يجد مشروع يعمل مشروع الت ICDL وأكيد ده مشروع ناجح وكمان يعطيك تأمين.
هنا لا نتكلم عن أهمية تعلم الكمبيوتر ومحو أمية الحاسب بل نتكلم عن العقد الذى يصير بين كل من صاحب المركز ووزارة الاتصالات من جهة وبين الطالب المسكين الغلبان الذى لا حول له ولا قوة وكثير منهم يقترض المبلغ على اعتبار أنه سيرد عند النجاح الذى يراه الكثير أكثر من مضمون بس شوية مذاكرة وتدريب والأمور كلها تبقى عال وتأخذ التأمين.
ويصدم الطالب عند الحصول على الشهادة وعدم الحصول على التأمين وكل ما يسأل عن حقه يرد عليه الموظف المسئول كما فى همسة عتاب فوت علينا بكره يا سيد ولحد ما تفوت علينا سمعنى سلام عليكوا والأكثر من كده يجد البعض وش خشب يترسم على الوجه وتكشيرة وأسلوب جاف بل قد يصل للإهانة كل هذا لأنك بتطالب بحقك فى التأمين.
فهل أصبحت الـ ICDL مجالا لكل هذا الخداع وبكل بساطة ما عليكم إلا الذهاب إلى ما يسمى بالجمعية العلمية تأخذ المبالغ وتعطيك إيصالاً وتعدك بالتدريب فى الهرم أو الدقى أو الجيزة ومنهم منتشر فى مصر كلها ولكن ضجيج بلا طحن وأين ضمير الناس يا ناس يا ناس فين التأمين؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة