سعيد شعيب

يعيش الرئيس السابق

الإثنين، 31 مايو 2010 12:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيكون الأستاذ محمود أباظة الوحيد الذى سينطبق عليه تعبير "رئيس حزب سابق"، فقد خرج من انتخابات حزب الوفد ليحل محله الدكتور السيد البدوى، فى انتخابات نزيهة وشفافة، بل يمكنك القول إنها غير مسبوقة فى انتخابات الأحزاب المصرية، بما فيها طبعا الحزب الحاكم.

فالرئيس مبارك مثل كل رؤساء الأحزاب الذين يعارضونه الذين يؤيدونه باقون فى مواقعهم، رغم كل شىء، الأستاذ ضياء الدين داود، رئيس للحزب الناصرى منذ تأسيسه، ومثله الأستاذ ناجى الشهابى وغيره وغيره. الاستثناء الوحيد هو الأستاذ خالد محيى الدين، ولكنه لم يترك رئاسة حزب التجمع فى انتخابات تنافسية، ولكن لأسباب صحية.

أتذكر أننى سألت رئيس حزب كبير، كيف تطالبون الرئيس مبارك بتداول السلطة، وأنت باقى فى رئاسة الحزب منذ تأسيسه؟ فرد الرجل على الفور وبغضب: "لم نطلب من النظام الحاكم تداول السلطة أبدا، ولكننا طلبنا انتخابات نزيهة وشفافة".

والمعنى المتضمن أن بقاءه فى رئاسة الحزب منذ تأسيسه كان بانتخابات نزيهة وشفافة، وهذا بالطبع غير صحيح، ناهيك عن أن المعارضة المصرية تطالب بتحديد مدة الرئيس، فى حين أنها لا تفعل ذلك فى أحزابها.

الخلاصة أن آليات عمل المعارضين هى ذاتها آليات عمل السلطة الحاكمة، بل تحكمهم الثقافة السياسية ذاتها، ولذلك كان طبيعيا أن تجد الكثير من الانشقاقات، وحالات الفصل من الحزب لخلاف سياسى وليس لجريمة جنائية بحكم قضائى، ولذلك أيضا ستجد أن معظم الأحزاب والقوى السياسية الجديدة، هى انشقاقات عن أحزاب موجودة، حزب الكرامة انشقاق عن الناصرى، وحزب الغد انشقاق عن الوفد، وحزب الوسط انشقاق عن جماعة الإخوان، وحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير هى تجمع لمطاريد الأحزاب والقوى السياسية.

مع ذلك لم تسلم هذه الأحزاب والقوى السياسية الجديدة لا تقل استبدادا عن القديمة، فالمأزق الأساسى هى أنه لا يوجد احتكام للديمقراطية، ولا يوجد طريقة ديمقراطية لإدارة الخلافات. وهذا هو السبب الرئيس لضعف السياسة فى بلدنا.

لذلك فانتخابات حزب الوفد الأخيرة ربما تشكل قوة دافعة حقيقية للحياة السياسية، وتمثل نموذجا مشرفا لتداول سلمى ديمقراطى للسلطة، وسيظل الأستاذ محمود أباظة وأنصاره نموذجا مشرفا ومحترما لسياسيين يفعلون ما يقولون.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة