أكد الشيخ محمد حمدى يوسف سباعى مفتى بلجراد أن هناك حوالى مليون مسلم يعيشون فى صربيا ويشكلون 10% من تعداد السكان كمواطنين وليسوا جالية أو أقلية.
وقال الشيخ سباعى - إن حروب البلقان انتهت إلى غير رجعة، والآن يعيش المسلمون حياة طبيعية ويبنون المساجد ويؤدون شعائر دينهم بكل حرية، ونوه إلى أن من بين 17 بلدية فى بلجراد يتواجد فى 10 منهم عشرة مساجد كبرى لتأدية الصلاة وتعليم القرآن الكريم، ويسعى المسلمون فى البلديات السبع الأخرى إلى إقامة مساجد لهم ولكنهم يحتاجون إلى الدعم المادى.
وأعرب سباعى عن اعتزازه بالزى الأزهرى الذى يرتديه فى أى مكان من بلجراد قائلا "إنه يحظى بالاحترام والتقدير من كل الناس وأقول بصفتى عالم أزهرى من أصل بوسنوى إن المسلمين يعيشون فى صربيا حياة آمنة ومستقرة".
وحول مخاوف البعض من تجدد المذابح التى تعرض لها المسلمون فى البوسنة والهرسك فى التسعينيات، أكد الشيخ سباعى "إنها مرحلة انتهت وكان لتدخل قوى أجنبية الأثر الأكبر فى تأجيجها من أجل إضعاف شعوب المنطقة وتمزيقها وقد انتبهت مختلف الطوائف إلى ذلك، لاسيما فى جمهورية صربيا وأصبحوا أكثر حرصا على التعايش السلمى والاحترام المتبادل بين كافة الأعراق والديانات".
وحول أهم المشاكل التى يعانى منها المسلمون فى صربيا، أوضح مفتى بلجراد "أنها المشاكل الاقتصادية والبطالة وهى نفس المشاكل التى تواجه جميع المواطنين، معربا عن سعادته بنمو العلاقات الاقتصادية بين مصر وصربيا، وذلك لما يعنيه ذلك من إقامة مشروعات مشتركة وتوفير فرص عمل للمسلمين والمسيحيين وهو ما سيؤدى إلى تحسن مستوى المعيشة مما يساعد على ترسيخ الأمن والاستقرار خاصة أن الفقر والحرمان يعدان من أقوى وسائل إثارة الفتن والأحقاد والصراعات".
وحث الشيخ محمد حمدى يوسف سباعى مفتى بلجراد المسلمين فى أوروبا على الاندماج فى المجتمع وتقديم أفضل نموذج للمسلم من حيث الكفاءة والإخلاص فى العمل والوفاء والصدق والأمانة وهى أفضل أساليب الدعوة إلى الإسلام وإظهاره فى أحسن صوره والقضاء على محاولات تشويهه التى يروج لها أعداء الإسلام.
وشدد على أنه لا يمكن لأحد أن يشوه صورة الإسلام فى ذهن أى فرد مسلم أو غير مسلم إذا كان لديه الحقائق الصادقة عن الإسلام، وكان سلوك المسلمين من حوله يعبر بصدق عن قيم ومبادئ الإسلام، فالمرء عدو لما يجهل.
ودعا الشيخ سباعى الأزهر الشريف منحة 10 من محفظى ومجودى القرآن الكريم لمدة عامين يقومون خلالها بتعليم المسلمين أحكام القراءة والتلاوة فى مختلف المناطق وسوف يتخرج على أيديهم خلال هذين العامين عدد كاف من المسلمين الصرب ممن يجيدون قراءة وتلاوة القرآن يتولون مهمة التعليم والتحفيظ.
وبشأن المنح الدراسية فى الأزهر الشريف أوضح أن هناك 15 منحة سنوية موزعة على مختلف المناطق وغالبيتهم ممن يجيدون قراءة القرآن، مشيرا إلى افتقادهم طوال فترة الدراسة 4 سنوات ونحتاج من الأزهر الشريف إلى محفظين بدلا منهم.
وليسوا جالية أو أقلية..
مفتى بلجراد: مليون مسلم يعيشون فى صربيا كمواطنين
الإثنين، 31 مايو 2010 06:10 م