شهد اجتماع المجلس الأعلى للثقافة الذى عقد صباح اليوم الاثنين، فى الحادية عشرة والنصف بمقر المجلس، واستمر لمدة أربع ساعات حتى الثالثة والنصف عصرا، عدداً من المشادات الكلامية بين وزير الثقافة فاروق حسنى وبين علىّ الدين هلال رئيس لجنة العلوم السياسية بالمجلس والناقد الدكتور صلاح فضل والروائى الكبير بهاء طاهر.
كان الدكتور علىّ الدين هلال قد انتقد الموضوعات التى خصصتها اللجنة المصغرة للمناقشة فى مؤتمر المثقفين، ووصفها بالموضوعات الجزئية التى يغلب عليها الطابع الفنى، وقال هلال إن أهمية هذا المؤتمر ترجع فى الرسالة التى سيرسلها هذا المؤتمر للناس، وهى رسالة الإصلاح الثقافى، حيث لا يوجد اهتمام بالقضية الثقافية مثلما يوجد اهتمام بالإصلاح السياسى، وأنا لا أحمل وزارة الثقافة هذا الإصلاح.
وتابع هلال : فى ذهنى ثلاثة أمور تتعلق أولها بإعادة الاعتبار لدور الثقافة فى تحقيق الديموقراطية التى لا وجود لها بدون إصلاح ثقافى، أو إصلاح سياسى، أو تصنيع، أو سياحة، فالتقدم أختزل فى أرقام ومعادلات، لكن منظومة القيم الحافزة للتقدم هى الرسالة التى يجب أن نقولها للمجتمع وبقوة.
وأشار هلال إلى أهمية تشخيص الحدث الثقافى وفهم آليات التطور الثقافى، ولا يكفى أن نتحدث عما هو قائم وما نرجوه، ولا بد أن يكون هناك فهم سياسى لدور الدولة ونسبة الأمية فى المجتمع.
وانتقد هلال أن يخصص المؤتمر جلسة عن علاقة الثقافة بالإعلام وقال: لا أعتقد أن هذه بداية موفقة، لأن هناك قضايا أكبر وأخطر وأهم من هذه القضية.
وختم هلال كلمته بالإشارة إلى أن المؤتمر لا يجب أن يفتح بابه لكل من هب ودب، والحضور يجب أن يكون بالدعوة منعا من دخول العابثين الذين قد يفسدوا المؤتمر على أصحابه.
وعقب وزير الثقافة فاروق حسنى على كلمة هلال منتقدا استخدامه لكلمة الإصلاح الثقافى وسأله: ماذا تقصد بالإصلاح الثقافى؟ الثقافة هى محصلة ما هو موجود فى المجتمع، ونقوم بتجميعه وإعادة تصديره مرة أخرى إليه، فعقب هلال: معذرة يا سيادة الوزير، وأنا كنت وزيراً سابقاً وكنا نجلس سويا على نفس المنصة، وإنما أقصد بالإصلاح الثقافى هو تغيير المنظومة الثقافية بما يجعل مصر تتحدث لغة العالم، فقاطعه حسنى متسائلا: من سينفذ هذا يا دكتور علىّ؟ هذه الأفكار عظيمة، لكن من سيقوم بتنفيذها.
وجاءت المشادة الثانية بين الوزير والناقد الدكتور صلاح فضل، عندما قال الأخير إن النخبة المثقفة يجب أن تتنازل عما يشغلها وتستشعر شعور الناس، فقد سألت نفسى ما هو الشعور الطاغى الذى يسيطر على الناس الآن، واكتشفت أن المصريين محبطون، ويجب أن نأخذ بيدهم ونفتح نوافذ الأمل أمامهم، وإن لم نفعل ذلك، فلا سبيل للتواصل معهم.
وأضاف فضل: هذا المجلس ظل لسنوات طويلة يمنح الجوائز، ولابد أن نبحث عن آليات لدعم الدور المصرى على المستوى العربى، فالدور المصرى تراجع عربيا وأعتقد أن الإصلاح الثقافى أخذ الكثير، ومؤتمر المثقفين يجب أن يستشعر عامة الشعب المصرى وفى النهاية مطلوب منا أن نهتم بهذه الرؤية.
واعترض الوزير على كلمة فضل: عندما تقول إن الدور الثقافى المصرى تراجع، فأنت تتهم نفسك، لأن الدور المصرى الثقافى لم يتراجع، والدليل كل الأوساط الثقافية التى تدعو المثقفين والمبدعين المصريين، وكذلك كل المهرجانات التى تدعو الفنانين المصريين، وأضاف الوزير: ليس معنى أن العرب تقدموا أننا تأخرنا، هل تعلم كم مكتبة توجد فى مصر، وكم متحف وكم مسرح؟ وهو ما ليس موجودا فى أى بلد عربى آخر، فأرجو ألا نجلد ذاتنا وتقول هذا الكلام.
فيما كانت المشادة الثالثة بين الوزير والروائى الكبير بهاء طاهر الذى أشار فى كلمته إلى التهميش الذى يتعرض له المثقفون، وأكد طاهر فى كلمته على أن هذا التهميش لم يتعرض له المثقفون فى تاريخ مصر من قبل، وضرب طاهر المثل بعميد الأدب العربى طه حسين، مشيرا إلى أنه كان له قوة التأثير فى القرارات الرسمية للدولة، وقال طاهر: الثقافة كانت سلطة، والمثقفون كان لهم القدرة على إحداث التغيير، ومنذ سنوات وأنا ألحظ هذا التهميش لدور المثقف، الذى يأتى فى شكل استغناء، ولابد أن يتصدى مؤتمر المثقفين لهذا التهميش، ولتراجع دور المثقفين، كما أشار طاهر إلى أن المدعوين لمؤتمر المثقفين لا يجب أن يكونوا من المثقفين فقط، وإنما الخصوم أيضا، فلماذا لا ندعو الإخوان المسلمين، ونسمع آراءهم وأفكارهم.
فعقب حسنى على كلمة طاهر مشيرا إلى أن طه حسين والعقاد كانا متميزين بقوتهما، وليس لأن الثقافة كانت سلطة، فقاطعه طاهر قائلا: طه حسين كان قويا بقوة العصر الثقافى.
وضم اجتماع المجلس الأعلى للثقافة صباح اليوم جميع رؤساء لجان المجلس ومنهم خيرى شلبى رئيس لجنة القصة، جاب على جاب الله رئيس لجنة الآثار، والدكتور محمد نور فرحات رئيس لجنة القانون، والدكتور محمود شبراوى والكاتب أنيس منصور رئيس لجنة الفلسفة، والفنان أشرف زكى، والدكتور فوزى فهمى رئيس لجنة المسرح، والشاعر أحمد عبد المعطى حجازى رئيس لجنة الشعر والدكتور أحمد عمر هاشم والدكتورة ليلى تكلا رئيسة لجنة ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان ومصطفى الفقى والكاتب الصحفى حلمى النمنم والدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والدكتور ميلاد حنا والدكتور جابر عصفور والكاتب الصحفى صلاح عيسى والكاتب محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب ومحسن شعلان والفنان مصطفى حسين والدكتور إسماعيل سراج الدين والدكتور مراد وهبة والدكتور صابر عرب رئيس هيئة الكتاب وحسام نصار رئيس قطاع العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة.
مشادات كلامية بين فاروق حسنى والمثقفين فى اجتماع "الأعلى للثقافة"
الإثنين، 31 مايو 2010 06:09 م
اجتماع المجلس الأعلى للثقافة تحول إلى مشادات كلامية بين وزير الثقافة فاروق حسنى وعدد من المسئولين بالمجلس
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة