وصف وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير اجتماعات وزراء خارجية الدول المشاركة فى قمة "فرنسا- أفريقيا" الخامسة والعشرين، والتى اختتمت مساء أمس فى مدينة نيس جنوب فرنسا بأنها كانت أخويه، ولكن مفعمة بالنقاش والمواقف، خاصة فيما يتعلق بمكانة أفريقيا فى مجلس الأمن.
وقال كوشنير- فى تصريحات له صباح اليوم- إن النقاش الذى دام أكثر من ست ساعات كان حيويا وطويلا ومعمقا، مؤكدا ضرورة احترام موقف الاتحاد الأفريقى فيما يتعلق بتمثيل أفريقيا داخل مجلس الأمن الدولى حتى إذا ما كان هناك محاولة لإصلاح الأوضاع لتعكس الواقع الحالى المعاصر.
ومن المقرر أن تبدأ قمة "أفريقيا- فرنسا" الخامسة والعشرون فى الثالثة عصرا بتوقيت القاهرة بجلسة افتتاحية تشهد إلقاء الرئيسين نيكولا ساركوزى ومحمد حسنى مبارك كلمتين.
ويعقد بعد الجلسة الافتتاحية ثلاث جلسات عمل مغلقة على مدى اليوم وغدا تتناول سبل تعزيز مكانة أفريقيا على الساحة الدولية، وإقرار الأمن والسلم فى القارة الأفريقية، وكيفية المواءمة بين مقتضيات محاربة التغييرات المناخية، ومتطلبات تحقيق التنمية.
وكان قد عقد وزراء خارجية الدول الأفريقية وفرنسا الأحد محادثات "أخوية" ولكن "صاخبة" حول مكانة القارة السمراء فى مجلس الأمن الدولى، كما أعلن وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير.
وقال كوشنير "كان نقاشا مفعما بالحيوية، طويلا، نشطا.. نقاش صادق بين أصدقاء. طبعا لا بد من احترام مواقف الاتحاد الأفريقى حتى وإن حاولنا تطوير الأمور دلالة على الواقعية".
وقال دبلوماسيون أفارقة إن النقاشات كانت "صاخبة" وفى بعض الأحيان "حادة جدا".
وهذا الاجتماع الوزارى التحضيرى، الذى هدف إلى تنسيق المواقف قبيل ساعات من افتتاح قمة أفريقيا- فرنسا فى نيس (جنوب- شرق) الاثنين، استمر أكثر من ست ساعات.
وفى هذا السياق أوضح كوشنير أن موضوع "مجلس الأمن الدولى تم بحثه تحديدا على مدى ساعة ونصف الساعة، وهى بداية رائعة الآن، لم نتوصل إلى حل، لقد توصلنا إلى الطريقة التى توفر لنا الوسائل لكى نكون أكثر واقعية".
وأضاف أن "موقف فرنسا واضح جدا: نريد تمثيلا أفريقيا فى جميع المؤسسات الدولية، وفى الأمم المتحدة أيضا، ولكننا لن نفرض هذا الأمر فرضا"، مشيرا إلى أن النقاشات "كانت أخوية للغاية حتى وان كانت بعض الشىء متباينة".
ولا تتمتع أفريقيا، التى تضم 27% من دول العالم، سوى بثلاثة مقاعد غير دائمة فى مجلس الأمن الدولى.
وفى 2005 تبنت الدول الأفريقية موقفا مشتركا حول إصلاح مجلس الأمن الدولى تضمن المطالبة بمقعدين دائمين للقارة السمراء يتمتعان بحق النقض (الفيتو) إضافة إلى مقعدين إضافيين على الأقل غير دائمين.
وهذا الموقف الموحد الذى أطلق عليه اسم "إجماع ايزولوينى" نسبة إلى مدينة صغيرة فى سوازيلاند هو الموقف الذى دافع عنه بشراسة ممثلو أفريقيا فى الاجتماع الوزارى التحضيرى، فى حين دافعت فرنسا عن موقفها القائل بضرورة مقاربة هذا الأمر تدريجيا وتوسيع التمثيل الأفريقى فى مجلس الأمن شيئا فشيئا.
وقال دبلوماسى غابونى إن "المحادثات انطلقت انطلاقة سيئة للغاية. البعض طعن فى حق فرنسا فى إطلاق هذا النقاش".
وأضاف دبلوماسى آخر أن التنزانيين والجنوب أفريقيون كانوا "الأكثر شراسة" فى هذا الأمر.
ولم يتوقف الاختلاف بين الجانبين على هذا الأمر بل تعداه إلى التحديات المناخية.
وقال دبلوماسى غابونى إن "الأفارقة شددوا على عدم التوازن: بين الغرب الذى يلوث وأفريقيا التى تتلوث من هو الطرف الذى يجب أن يطالب ببذل جهد أكبر".
وذكر كثير من المشاركين بدور القارة السمراء الهائل فى مكافحة الاحتباس الحرارى كونها ثانى رئة خضراء فى العالم بفضل غابة حوض الكونغو التى تمتد على مساحة 200 مليون هكتار.
كوشنير: نحترم رغبة أفريقيا فى التمثيل بمجلس الأمن
الإثنين، 31 مايو 2010 11:31 ص