سأتهم بالنفاق والعمالة والمداهنة للنظام من جانب كثير من الذين يقرأون هذا العنوان من القراء الأفاضل، لكن حين يكملون قراءة المقال حتى النهاية سيعلمون أننى لم أنافق حين قلت إن صوتى فى الانتخابات الرئاسية القادمة سأعطيه لحسنى مبارك إذا قرر خوضها . فلدى أسبابى وحججى للتصويت لمبارك. فبنظرة موضوعية نرى أن الذين أعطاهم الدستور حق الترشح للرئاسة هم رؤساء الأحزاب والمستقلون . بالنسبة للأحزاب فأنتم تعرفون ظروفها فالمعارك مشتعلة بداخلها من أجل رئاسة الحزب الفلانى والعلانى بل ووصل الأمر لإطلاق النار فى أحد مقرات حزب تاريخى، بل وصل أيضا لتخوين بعضهم البعض واتهامهم بالعمالة للخارج ناهيك عن انشقاقات عديد من الأحزاب والسبب حب السيطرة والرئاسة . وذلك يجعلنا نتسآءل إذا كان قيادات الأحزاب يفعلون كل هذا من اجل رئاسة حزب لا يتعدى اقصى عدد أفراد أكبر حزب بضع آلاف عضو، فما بالك حين يمسكون حكم مصر؟!. لا أنكر أن النظام الحاكم له بعض المواقف فى إشعالها لكن إذا أردنا قول الحق يجب أن نقر بأنه لولا هشاشة الأحزاب من الداخل وصراع قادتها حول مصالحها الشخصية ما استطاع الحزب الحاكم أن يلعب بها، كان هذا عن الأحزاب أما حديثنا عن المستقلين يأخذنا إلى القول بأن النظام الحاكم وضع شروطا فى الدستور من الصعب أن يترشح المستقلون على الرئاسة فى ظلها، هناك شخصيات مستقلة لها مركز ثقل عالميا وداخليا مثل الدكتور محمد البرادعى ولكنها لا تريد الترشح فى ظل هذه الشروط وتريد تغيير قواعد اللعبة وهذا أعتبره أمرا صعب المنال، وآية هذا هو تمديد العمل بقانون الطوارئ.
أما جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها جماعة مستقلة فبرغم قوة تنظيمها ووجودها فى الشارع المصرى إلا أنها أعلنت أنها لا تطمح أو تطمع فى منصب الرئاسة أصلا وأنه بعيد عن تفكيرها وبذلك تبعد وتكف أيدى النظام عن ملاحقة قادتها.
إذًا الأقوياء المنافسون للرئيس مبارك ومنهم الدكتور البرادعى والذى ما زال يسير فى اتجاهه من أجل التغيير والذى إذا نجح فى مسعاه سأعطيه صوتى- فرصته من وجهة نظرى ضعيفة، وجماعة الإخوان المسلمون رافضة الترشح للرئاسة اذا من الذين سينافسون الرئيس مبارك بتاريخه السياسى والعسكرى ؟ الإجابة ستكون قادة الأحزاب الرسمية والتى نعلم جميعا أنها لا تسمن ولا تغنى من جوع ولا وجود لها فى الشارع المصرى.
إذًا هل تفهمتم وجهة نظرى حين أعلنت إعطاء صوتى للرئيس مبارك؟ وهل ستصرون على نعتى بالمداهنة والعمالة والنفاق للنظام؟ أم سستوافقوننى الرأى وتحترمون اختيارى؟
عثمان محمود مكاوى يكتب: إن جيـت للحـق مبـارك أحـق
الإثنين، 31 مايو 2010 01:10 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة