موافقون.. موافقون.. سيناريو معد سلفاً لأهم دور فى تاريخ نواب الحزب إياه، فمن أجله جاءوا وفى حماه فازوا بكراسى سيد قراره وعلى أبوابه يتمسحون لنيل بركاته التى جعلتهم جاثمين على صدور أبناء الشعب المغلوب على أمره.. إنه سيدى طوارئ والذى شيدوا له مقاماً ليستمر جاثماً على صدور العباد طوال هذه السنوات التى بلغت 28 عاماً، إن سيدى طوارئ هذا من مخلفات الديكتاتوريات ونبت شيطانى يستخدمونه دائماً لتوطيد السلطة وسحق الشعوب بدعوى الإرهاب، إن سيدى طوارئ الذين قاموا بتمديده لمدة عامين قادمين ليس صناعة مصر وحدها ولكن نتاج الديكتاتوريات التي حكمت العالم النامى طوال عقود مضت وعملت على ترسيخه بدعوى الحفاظ على الاستقرار لتنتعش فى أيامه وتترعرع الأجهزة الأمنية، وكله من أجل حماية الوطن من ولاد ستين.. أبناء الوطن.
سيدى طوارئ لم يكن بهذا الاسم ولكن له أسماء عديدة أهمها الأحكام العرفية والاستثنائية، والتى كانوا يستخدمونها لإرهاب الشعوب والمعارضين وإذلالهم من أجل حماية نظامهم قبل حماية الوطن، من منا ينسى عهود القهر فى عهد رجال الثورة وعبارات "هتروح وراء الشمس" و"الذباب الأزرق" "مش هيعرف لك طريق"، ومن منا ينسى الاحتلال وأيامه السود فى مصر والجزائر وليبيا وأحفاد صلاح الدين الأيوبي من أكراد العراق الذين سحقهم النظام الصدامي بالغازات السامة لمجرد مطالبتهم بحقوقهم، إن سيدى طوارئ المزعوم لن يأتى بالحرية والديمقراطية ويقضى على الإرهاب، فالإرهاب لن يقضى عليه سوى الشعوب التى تتمتع بالحرية والتى تستطيع أن تستنشق نسائم الانتماء والحب لأوطانهم.
إن الإرهاب لن يقضى عليه دون الاعتراف بحقوق الإنسان، حق الإنسان فى الحياة، حقه فى أن يصرخ بأعلى صوته دفاعاً عن حقوقه، حقه فى أن يجد حياة كريمة تؤمن مستقبله ومستقبل أولاده، حقه فى أن يقول رأيه بكل حرية دون الخوف من زوار الفجر.
إن سيدى طوارئ المأسوف على أمره سيذهب حتماً بعد عامين تنفيذاً لوعود الحكومة، ليأتى بعده الهدية الجديدة بتفصيل قانون جديد يسمى الإرهاب وكلها مسميات تقضى على الحريات ولا تعطى أملاً فى مستقبل قادم بدون أيام سوداء.
إن سيدى طوارئ والعياذ بالله لن يصنع جيلاً قوياً يحلم بالمستقبل، إن الانتماء وحب الوطن السبيل الوحيد للقضاء على الإرهاب ومكافحة الجريمة ولا ننسى أيام حرب أكتوبر 73، وكيف أن الجريمة قد اختفت من الشارع المصرى طوال هذه الفترة، إن الشعب عندما يشعر بالحب والانتماء وسط أجواء الحرية وعدم الخوف والتسلط يفعل المستحيل من أجل وطنه وحريته، ازرعوا الحب فى ربوع الوطن بعيداً عن سيدى طوارئ وأتباعه، واجعلوا الشعوب تتنفس نسائم الحرية وسيقضى على الإرهاب والبطالة والجريمة بإرادة الشعوب وليس بإرادة أحباب ومريدى سيدى طوارئ.
* صحفى بالوفد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة