فى منزل الأديب النرويجى العالمى "بيورنستيرن بيورنسون (Bjørnstjerne Bjørnson" الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب عام 1903"، تعرفنا على سيرته الذاتية عن قرب، وأكد الكاتب "إدوارد هوم" الذى حكا لنا السيرة الذاتية لبيورنسن وعرفنا على أثاث منزله والكتب التى تحويها مكتبته، أن "بيورنسن" الذى ولد عام 1832 فى إحدى قرى النرويج لأسرة متدينة، حيث كان والده قسا بإحدى الكنائس، تحول من التدين الشديد إلى الانقلاب على الكنيسة ومعاداته لها بعد أن امتلأ رأسه بالقراءات عن الاشتراكية والتحرر، وأصبح فى سنوات المتحدث الرسمى باسم الحركة اليسارية فى النرويج.
وتحدث "هوم" عن بدايات "بيورنسون" الشعرية، مشيرا إلى أنه اتجه فى الـ17 من عمره إلى كتابة الشعر بعد أن رأى فى نفسه الموهبة، وبعد أن أنهى دراسته الجامعية بجامعة أوسلو عام 1852 عمل بالصحافة وبنقد المسرح والدراما، قبل أن يتجه لكتابة الروايات والأعمال المسرحية التى نال عنها جائزة نوبل.
وأكد "هوم" أن ملك الدنمارك كان ناقما على "بيورنسون" يوم وفاته، لأن الصحافة حولته إلى ملك متوج بعد أن اكتست صفحاتها الأولى بالشارات السوداء يوم وفاته، وهو ما لا يحدث إلا مع الملوك فقط.
وتعرفنا من خلال "هوم" على منزل "بيورنسون" ومكتبته الخاصة وعاداته فى القراءة والكتابة، حيث يضم منزله الذى تحول إلى متحف مخطوطات مكتوبة بخط يده، فمازال المتحف محتفظا بها موضوعة على مكتبه حتى الآن كما تركها.
وفى زيارة أخرى لبيت الأدب العالمى بأوسلو، تعرفنا على تجربة البيت الذى هو عبارة عن بناء ضخم يضم مكتبة عامرة بالكتب بمختلف اللغات، وقاعات للسينما، وقاعة للندوات، ومطعم، وقاعة للقراءة للطفل، واستراحة يستضيف البيت من خلالها الأدباء والكتاب، بالإضافة إلى لوحات ومعارض للفنون التشكيلية.
و"بيت الأدب" الذى افتتح عام 2007 يقع فى وسط العاصمة النرويجية "أوسلو" وعلى مقربة من القصر الملكى النرويجى وتعود فكرته إلى ألمانيا التى أسست أول بيت للأدب بها عام 1980، ومن ثم انتقلت الفكرة إلى جميع مدن العالم.
وتبلغ مساحة بيت الأدب النرويجى 3500 متر مربع موزعة على خمسة أدوار، ومن اللافت للنظر أن تجد على سلالم البيت صور وبورتريهات لمختلف أدباء العالم وضعتهم منظمة الفكر والتعبير بلندن منهم "جابريل جارثيا ماركيز، وفيرجينيا ولف، وصمويل بيكيت، وغيرهم، إلا أن صورة الكاتب البريطانى ذى الأصل الهندى "سلمان رشدي" صاحب كتاب "آيات شيطانية" المثير للجدل كانت مختلفة بعض الشىء فعين "رشدى" تبدو وكأنها اقتلعت من مكانها مع إضافة بعض الألوان عليها بطريقة عشوائية، وبسؤال المشرفة بالبيت أكدت أن الصورة ترجع إلى رؤية مؤسسة الفكر والتعبير بلندن التى أرسلت اللوحة.
وفى الطابق الثانى من البيت قاعة للأطفال يستمعون فيها إلى القصص والندوات، وأشارت مشرفة البيت أن البيت يحاول دمج الأطفال المهاجرين فى المجتمع وخاصة الأقليات مثل المسلمين واليهود، ويحاول أن يخلق حوارا بينهم من أجل التعايش وإعلاء قيم المحبة والإخاء.
والجدير بالذكر أن البيت قد استضاف من قبل الكاتب اللبنانى "أمين معلوف" فى حوار حول الشرق والغرب، والكاتبة الجزائرية "ياسمينا خضرا"، والكاتب الباكستانى "طارق على"، والروائية اللبنانية "هدى بركات".
وفى الطابق الثالث، قاعات للندوات لمناقشة الكتب والعروض السينمائية والمسرحية، وفى إحداها تلمح رسوما كاريكاتيرية لأشهر كتاب النرويج القدامى والمعاصرين مرسومة على الحائط.
وفى المكتبة التى تبيع كتبا من كافة أنحاء العالم، كان الكتاب المصرى غائبا باستثناء كتاب بعنوان "تاريخ مصر" للكاتب "جون سامبثون" يحتل الرئيس "جمال عبد الناصر" صورة غلافه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة