محمد حمدى

حرب حماس على مطلقى الصواريخ

الأحد، 30 مايو 2010 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 13 سبتمبر 1993 وقع محمود عباس "أبو مازن" بوصفه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، وشيمون بيريز، وزير الخارجية الإسرائيلى، اتفاقا فى النرويج حمل اسم "اتفاقية أوسلو"، عاد بمقتضاه الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات إلى غزة، ليؤسس ويرأس السلطة الفلسطينية.

ومنذ هذا التاريخ وحتى استيلاء حماس على السلطة فى غزة، ظل الخلاف محتدما بين حركتى فتح وحماس على إطلاق الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل، حيث كانت السلطة ترى أن هذه الصواريخ لا تحدث إصابات مؤثرة فى الجانب الإسرائيلى، بينما رد الفعل الإسرائيلى غالبا ما يكون مدمرا وقاسيا، ويؤدى إلى تدمير النبى التحتية والأساسية التى تخدم المواطنين، إضافة إلى فقد الحياة المجانى بسبب الغارات الإسرائيلية.

وكثيرا ما اتهم قادة حماس السلطة الفلسطينية بالخيانة، والعمالة للمحتل بسبب إلقاء القبض على مطلقى الصواريخ الذين ينتمون لحركتى حماس والجهاد الإسلامى وبعض الفصائل الأخرى الصغيرة، وهو ما شكل عبئا إضافيا ومادة لاتهام السلطة الفلسطينة وحركة فتح بأنها تزج بالمقاومين الفلسطينين فى السجون، وأنها تشكل حائط الدفاع الأول عن إسرائيل!

الغريب أنه بعد سيطرة حماس على غزة تبدلت المواقف تماما، والتزمت حماس بعدم إطلاق صواريخها على إسرائيل، وحين خرقت هذا التعهد شنت إسرائيل حربا على غزة عادت بعدها حماس إلى سياسة وقف الصواريخ، ودخلت فى مواجهات مع حركات فلسطينية لا تريد الالتزام بهذا الموقف، ووصل الأمر إلى مطاردة مطلقى الصواريخ والقبض عليهم.. أى أنها تفعل ما كانت تفعله السلطة الفلسطينية.

ولا يوجد أى عربى بالقطع ضد المقاومة الفلسطينية، لكن أى مقاومة فى العالم، تعرف جيدا متى تنشط ومتى تهدأ، وهى تدرس خياراتها وأساليبها وتخضعها للتقييم كل فترة، فمثلا العمليات الاستشهادية فى المدن الإسرائيلية توقفت، لأن المقاومة الفلسطينية رأت أن ردود الأفعال الدولية على مثل هذه العمليات تؤدى إلى خسارة الفلسطينين الرأى العام الدولى الذى ينحاز بشكل كبير للقضية الفلسطينية.

وحين صعدت حماس إلى السلطة منفردة أدركت أن ما كانت تقوم به وهى حركة مقاومة، يجب التوقف عنه وهى سلطة حاكمة، لكن النتيجة النهائية التى نخرج منها من تغيير حماس لمواقفها ليس أن منع الصواريخ حماية للإسرائيليين وعمالة للاحتلال كما كانت تتهم فتح.. وإنما أن من يدير سلطة أيا كان وضعها ومحدوديتها، لا بد وأن يفكر فى حياة الناس أولا وفى مصالح الوطن العليا وفى التفاعلات الإقليمية والدولية.. وهوما أصبحت تدركه حماس لكنها لا تريد الاعتراف به.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة