سيدى الغنى ليس عيبا أن أناديك سيدى، فأنت تملكنى تتحكم فى قوتى.. بيدك أسمع أخبار وطنى.. وبكامتك أجدد أملى وأبديه فى العيش فى الحياة.. هل تصدق ياسيدى أننى أتعذب كثيرا.. أعانى وأكتم فى نفسى دون أن يعلم اولادى معاناتى.. أذهب إلى الأسواق أتحسس بضائعك فلا أجد لمالى نصيباً عندك.. وليدى طاقة فى أن تحمل جزء من أغراضك.. فى يوم من الأيام يا سيدى سألنى طفلى الصغير شاهد بضاعتك فى كبرى المحلات، كان ينظر فقط ولأنه برىء لم يشعر يوماً بفقر والده، طلب بسجاجته وبراءته المعهودة أن أحضر له لعبة صغيرة.. كنت أتوقع أن ثمنها لن يزيد عن بضع جنيهات، حتى امتلكت الجرأة فى أن أدخل قصرك وأجلب إليه هديته.. هل تعلم ياسيدى أننى بمجرد أن اقتربت قدمى وعينى من تلك اللعبة الخشبية ذات المحرك الآلى.. زادت ضربات قلبى.. توقفت قدمى عن الحراك.. صب العرق من جبينى.. وكأننى ياسيدى أفارق الحياة.. لقد وجدت سعرها أضعاف أضعاف مرتبى.. هل تعلم ماذا فعلت مع طفلى.. احتضنته.. أخذته بعيداً قبل أن يقترب منها.. لقد خدعته وتركت دموعى تعبر عن عجزى عن إسعاده.. لقد اختلج صدرى وأنا أنظر إلى أحلام طفل صغير لا يستطيع والده أن يحقق له جزءا منها.. ليست هذه قصتى ومأساتى بمفردى.. فهناك ملايين من الآباء والأمهات مثلى لقد فقدوا الإحساس بالحياة.. لقد أصبحت ضمائرهم غائبة.. أنهم ماتوا قبل أن يولدوا والنتيجة فحشاء وجنس وشذوذ وسرقات وقتل وو.. والآن هم خلف قفص الفقر وأصبحوا ضحايا أحلام الغناء.. ياسيدى الغنى لا تفرح بغناك ومالك _فنحن نعانى _ننظر فقط إلى بضائعك المعروضة _ ومستشفياتك الكبرى.. وأسواقك التى تحتكرها، هل تعلم ياسيدى لماذا نعانى _ لآننا نحلم وكان يجب علينا أن نتوقف عن الحلم.
جودت عيد عبد الفتاح يكتب: ليس عيباً أن أناديك سيدى
الإثنين، 03 مايو 2010 12:34 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة