محمد حمدى

الجهاد الغبى

الإثنين، 03 مايو 2010 12:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا لو انفجرت السيارة المفخخة التى عثر عليها أمس فى ميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك الأمريكية؟

على أقل تقدير يمكن تصور سيناريو مشابه لما حدث بعد الحادى عشر من سبتمبر 2001، حينما هاجمت القاعدة برجى التجارة فى نيويورك، ومقر وزارة الدفاع الأمريكية فى واشنطن، وفى محاولة لإنعاش الذاكرة قادت الولايات المتحدة الأمريكية حربا عالمية ضد الإرهاب، شملت غزوا عسكريا لأفغانستان، فى 2001، ثم غزوا تاليا فى عام 2003 للعراق.

واجتاح الغرب كله موجة عداء وكراهية للعرب والمسلمين، يزالون يدفعون ثمنها فى معظم دول أوروبا وأمريكا، حيث يعيشون كمشتبه بهم حتى يثبت العكس.

وتدخلت الإدارة الأمريكية فى المنطقة العربية، وأطلقت نظرية الفوضى الخلاقة التى كانت تستهدف إشاعة حالة من الفوضى فى العالم العربى تؤدى فى النهاية إلى إسقاط النظم الحاكمة وإقامة حكومات ديمقراطية، على غرار الديمقراطية العرجاء والدموية فى العراق.
وبينما كان الفلسطينيون فى خضم انتفاضة ثانية، ومفاوضات بين الرئيس الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إيهود باراك كان يمكن أن تنتهى إلى الكثير من الحقوق الفلسطينية الضائعة، جاء رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرئييل شارون واستغل الجو المشحون ضد العرب والمسلمين، ونجح فى جعل العالم ينظر للمقاومة الفلسطينية باعتبارها نوعا من الإرهاب.

هذا قليل من كثير مما خسرناه بسبب الجهاد الغبى فى غزوة منهاتن كما أسماها زعيم القاعدة أسامة بن لادن، فماذا كان يمكن أن يحدث لو نجحت غزوة تايمز سكوير وانفجرت السيارة المفخخة التى تبنتها طالبان؟

فى فكر القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية يجرى تقسيم الأعداء إلى قسمين العدو القريب، أى أنظمة الحكم العربية والإسلامية، والشعوب التى تعيش فى جاهلية، والعدو البعيد أى أمريكا والغرب وإسرائيل الذين لا يستطيع الإرهابيون الوصول إليهم، وقد قررت القاعدة أن تهاجم العدو البعيد فى عقر داره، فخطفت الطائرات وفجرتها فى المبانى السكنية، وفجرت محطات القطارات فى لندن ومدريد، ولم يمت العدو البعيد، وإنما لقى آلاف المدنيين مصرعهم دون ذنب.

وبعد 11 سبتمبر 2001 لم يعد العدو البعيد بعيدا، بل أصبح داخل البيت فى أفغانستان والعراق، وهناك مقاومة تتعامل معه باعتباره احتلالا، تجد من يدافع عنها، لكن الجهاد الغبى على طريقة غزوات منهاتن وتايمز سكوير وغيرها من حماقات القاعدة وطالبان لا تعنى أكثر من أن القائمين عليها مجموعة من الحمقى الذين يصرون على تصوير الإسلام باعتباره دينا إرهابيا، والمسلمين على أنهم أمة من الإرهابيين والمتخلفين، وفى النهاية ندفع جميعا ثمنا فادحا لمثل هذه العمليات الغبية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة