سعيد الشحات

نصابون ومثقفون فى وسط البلد

السبت، 29 مايو 2010 12:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدثت بالأمس عن كتاب "مقتنيات وسط البلد" للروائى والكاتب الجميل مكاوى سعيد، وهو الكتاب الصادر عن دار الشروق ويقدم فيه مكاوى تقاسيم أغنية عن البشر الذين لهم حكايات على مقاهى وبارات وسط البلد وكان مكاوى شاهدا عليها أو طرفا فيها.

فى حكاية "مناضل الكابتشينو" يحكى مكاوى عن المناضل الذى استطاع أن يستولى على بنسيون كانت تملكه سيدة سويسرية وكان هو أحد نزلاءه، وحوله إلى شقة خاصة به بعد وفاتها، ولم تستطع شركة التأمين المالكة له أن تأخذه منه.

كان صاحبنا كما يقول مكاوى يمارس نضاله وهو جالس على طاولة اشتهرت باسمه فى كافتيريا "لا باس"، يبدأ جلسته عليها بتجرع الكابتشينو ثم يتحدث عن ضرورة الدفاع عن الأرض ومقاومة الاحتلال، ذهب إلى بيروت فى فترة حصارها فى الثمانينات من القرن الماضى، وعاد بزوجة كانت تعمل سكرتيرة لمسئول فلسطينى كبير، وانتقل مع منظمة التحرير إلى تونس ونجح فى الحصول على امتياز نشر الكتب التى تؤيد القضية الفلسطينية وأشعار الثوار، ثم بدأ فى التغير ليصبح على النقيض، أصبح المتحدث الرسمى والوكيل المعتمد لشعار الصلح مع الآخر.

لن تستطيع أن تترك الكتاب وأنت تستمتع بسرد مكاوى لحكاية "تليفون من الضفة"، ويحكى فيها عن هذا الشاب الذى درس فى معهد السينما وكان يمتلك قدرة فائقة على جذب الجميع حوله، ومنهم فتيات جميلات من دارسى معهد السينما خاصة الثريات منهن، كان يحكى عن فقره ومعاناته وقصص تشرده، بطريقة يصفها مكاوى بقوله أنه كان جريئا فى فضح فقر عائلته، وكان يحكى عن فقره بنبرات صوت وقسمات وجه تفعل فعل السحر فى زميلاته البنات، وبفضله وبفضل ثقافته الموسوعية واهتمامه بشرح مالا يقهمه الطلاب، كانت تنهال عليه الهدايا والنقود، ويقول مكاوى: "أما نحن الذين كنا فى عداد أصدقائه فقد كان يصرف علينا من حصيلة ما يجمعه يوميا بعزومات فاخرة داخل فنادق على النيل أو كافتيريات وسط البلد ومقاهيه".

لم تستمر حياته المعتمدة على الآخرين، وأدمن بعد التخرج حياة الصعلكة، لكنه ومع تدهور حالته انفتح باب الأمل له حين لمح عملاقة زنجية أمريكية تخترق ميدان التحرير وتبدو كالتائهة، فاتجه نحوها ليعود بها وبعد عدة شهور أصبحت زوجته وسافر معها إلى أمريكا، وهناك بدأت رحلته فى النصب من خلال وهم المشروعات السينما ئية، أما ضحايا النصب فهم من هنا فى مصر.
فى حكاية "رجال من قش" يحكى عن المنتج السينمائى الذى جاء من أمريكا ليلتف حوله كم مناسب من مديرى الإنتاج "نص لبة"، وأنتج فيلما أو اثنين متوسطى القيمة وبعض أفلام المقاولات، ثم أفلس تماما بفضل الأفاكون الذين التفوا حوله ومحوها.

فى حكايته: "كائنات من عالم آخر "لابد أن تعيد قراءتها لأنها تحملك إلى متعة تأتى من غرابة الحكاية نفسها التى لا تصدق أن بطلتها سيدة من لحم ودم، خاصة حين يشعر من قامت باستدراجه إليها فى شقتها، أن يدها تلف عنقه بسكين يكاد يجز رقبته، وهو فى أحضانها، وتفعل ذلك وهى فى قمة فرحها، الغريب ان هذه السيدة اختفت من وسط البلد بعد هذه الحكاية، وبالسؤال عنها لم يتذكرها أحدا، ولم ألح مكاوى فى السؤال نظر إليه زملائه بتشكك كأنه يتحدث عن شئ خرافى، أى أن هذه السيدة وكأنه ليس لها وجود من الأصل، ولهذا أطلق مكاوى سعيد على الحكاية اسم:
"كائنات من عالم آخر".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة