صباح الجمعة توجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى نيو أورلينز بولاية لويزيانا الجنوبية، فى زيارته الثانية للمناطق التى تعانى من تسرب نفطى فى خليج المكسيك، بعد غرق منصة نفطية فى 22 أبريل الماضى، وهو ما يؤدى إلى تسرب من مليونين إلى ثلاثة ملايين برميل نفط يوميا فى الخليج، فى أسوا كارثة بترولية من نوعها.
ولاحظ سكان نيو أورلينز أنه قبل وصول أوباما إلى منطقتهم توافد العشرات من أطقم التخلص من النفط المتسرب، وبمجرد مغادرة الرئيس الأمريكى، تم جمع الطواقم العاملة فى المنطقة، وغادرت على الفور مما أدى إلى حالة غضب بين السكان المحليين، على ما اعتبروه مسرحية بمناسبة زيارة السيد الرئيس.
وفى نهاية الثمانينات زار الرئيس مبارك بنى سويف لافتتاح كوبرى على النيل والطريق الصحرواى الذى يربط بنى سويف بالقاهرة، وبعد مغادرة الرئيس فكرنا فى العودة من الطريق الجديد، فاكتشفنا أنه لم ينته بعد، وأن ما أنجز منه ليس أكثر من المسافة التى زارها الرئيس فقط.
وفى نفس المناسبة افتتح الرئيس مزرعة كبيرة لتسمين العجول، وبعد مغادرته أيضا أتضح أن معظم العجول الموجودة فى المزرعة تم جمعها من الأهالى، وفور انتهاء الزيارة قام المواطنون بأخذ ماشيتهم وبدل إيجارها!
وكنت أظن أن زيارة السيد الرئيس فى العالم الثالث فقط، يصحبها الكثير من المظاهر الكاذبة، لكن بعد ما حدث فى نيو أورلينز الأمريكية، يبدو أننا قد فرضنا اسلوبنا على العالم كله فى ترتيبات زيارة السيد الرئيس!
لكن الملاحظة المهمة أن مصر تقريبا توقفت عن مثل هذه الإجراءات فلم تعد زيارة الرئيس أو كبار المسئوليين تشهد افتتاح مشروعات وهمية أو لم تكتمل، وغالبا ما يتم الاكتفاء برصف الشوارع وتشجيرها، وتوزيع الزهور على الشوارع ويتم جمعها بعد الزيارة، لكن بما ان أمريكا لا تزال جديدة على هذا الطريق، فقد قام المسئولون بعملية تطهير وهمية للنفط.
عموما قبل عشرين عاما فى مصر، لم يكن هناك إعلام خاص يرصد مثل هذه الظواهر، لكن الدنيا تغيرت وأصبح لدينا صحافة وفضائيات خاصة وإنترنت تتابع كل شيئ، وهو ما يجعل المسئولين يفكرون ألف مرة قبل ممارسة عاداتهم القديمة فى الضحك على الذقون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة