أروى الكعلى تكتب: مادّة الحب لا تتحمّل الدّماء

البارحة عند منتصف اللّيل
ملأت كأسا من دمى
أضفت عليه قليلا من السّكر
وحرّكت جيّدا
البارحة عند منتصف الليل سكبته فى البحر
حرّكت جيّدا
ستقول أمى أضيفى البهار والملح
سأضيف البهار والملح
سأحرّك حتى يمتزج دمى بلون البحر
لقد تغيّر لون البحر لم يعد البحر أزرق لم يعد أخضر لم يعد بحرا
تخلت أمواجه عن التّسابق
رفعت الزّبد الأبيض
كان البحر بلون دمى
***
يبدو أن الحساء قد أصبح جاهزا
كوب من دمى وبحر مالح
وصفة مثالية للأرواح المعذبة
ستفتح الأبواب أمام المتفائلين وترفع ستائر كل المسارح
البارحة عند منتصف اللّيل غرق الكثيرون فى دمى
لقد تضاعفت دوامات البحر
توالت الدّوائر الصغيرة كلعبة الأطفال
توالت توالت حتى ابتلعت الملايين
داخل الخطوط والعقد
داخل العقدة كانت تجلس
وكان يجلس
يتحدثان يضحكان
كانت تتمنى أن يتكلم أن يقول أحبّك
هو لا يقول شيئا
هو
مشغول بأمر آخر
ماذا لو كانت لا تحبنى؟
تترك هى العقدة تخرج نحو الخطوط
يترك هو العقدة يخرج نحو الخطوط
تركوا خلفهم بعضا من بقايا مادة مصنعة حديثا يسمونها الحب
سأضيف بعضا من الحب إلى الحساء غدا
لقد نفذ البهار ونفذ الملح
وطعم البحر بلا ملح كملايين العقد
عند منتصف الليل غدا
سأضيف إلى دمى بعض الماء
حتى يصبح لونه ورديا
مادّة الحب لا تتحمّل الدّماء