أصوات أقدام تدك من بعيد كلما اقتربت وضح الصوت. قامت بالطرق على الباب فنهضت مفزوعا من على سريرى، قائلا ماذا حدث يا إلهى؟!.
قامت الأسرة كلها وبعد تردد وخوف وتقدم قدم للأمام وتأخر أخرى خطوات للوراء، فإذا بهم ينهوا لى مشكلة التردد فى فتح الباب ويقوموا بخلع الباب كله من الحلق. ويقوموا بتفتيش المنزل وتفتيش من بداخله، فى هذا الموقف تسمرت قدماى من الرعب والفزع لا أستطيع أن استفسر منهم عن سبب هذه الزيارة الكريمة فالسلاح صاحى وفوهة البندقية مصوبة نحوى.
بعد فترة غير طويلة وبعد أن عاد إلىّ الوعى وذلك أيضا بعد أن عادت إلىّ روحى منذ زمن! استيقنت أن هؤلاء الأشباح المرتدية السواد ما هم إلا زوار الفجر لقد جاءوا لأخذى من المنزل بعد أن كنا اعتقدنا وظننا وبعض الظن غير إثم أن أيامهم قد ولت وانتهت.
لملمت شجاعتى وشحذت قوتى وسألتهم عن تهمتى فردوا علىّ ستعرفها لاحقا.
طلبت منهم ورجوتهم فى دقيقة لارتداء ملابسى فوافقوا ونصحونى بأخذ الكوفرتة والبطانية كمان، سألت نفسى يا ترى ماذا حدث لكل ذلك؟!
هناك عندهم عرفت كل شىء، فالتهمة كانت ترويج أخبار وإشاعات كاذبة هدفها تقويض نظام الحكم والعمل على زعزعة استقرار البلاد وبث الفتنة الطائفية بين جموع الشعب وضرب قيادات الحزب الحاكم بعضها ببعض، سألنى المحقق أتعرف هذه الإشاعات أم ستنكرها؟! الإنكار لا يفيد ثم قال: سأتلوها عليك الآن حتى لا تكذب أو تنكرها وأخذ يتلو ثم يتلو وأنا فى غاية الدهشة!.
بعد سماع كل هذه الإشاعات التى اتهمت بترويجها أسقطت مغشيا علىّ بين يدى المحققين أن إشاعة واحدة من هؤلاء كفيلة بحبسى وراء القضبان أو لف حبل المشنقة حول عنقى.
وإذ أنا مغشى علىّ إذ بصوت جرس المنبه يطلق رناته فاستيقظت من نومى مفزوعا، و خير اللهم اجعله خير
إن كل ما جرى ما هو إلا أضغاث أحلام، فهى كابوس مخيف قد راودنى فى منامى بعد وجبة عشاء دسمة، مما جعلنى أقسم بأغلظ الإيمان ألا أثقل فى وجبة العشاء أبد الدهر خوفا من تكرار هذا الكابوس مرة أخرى، ووقى الله المؤمنين شر العشاء.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة