قال الروائى الطبيب علاء الأسوانى إن غالبية المستشرقين الأجانب أساءوا للأدب العربى، فكثيرون منهم قادمون من حقل العلوم الشرقية أو العلوم السياسية، ولا علاقة لهم بالأدب إطلاقًا، إلا أنهم يقومون بترجمة الآداب العربية لتقوية أبحاثهم والتأكيد عليها.
وأوضح الأسوانى فى الجلسة الأسبوعية التى يعقدها صالونه، مساء كل خميس، أن الأدب العربى لم يقدم حتى الآن فى الغرب كما يجب، وأن الصورة التى يقدم بها الأدب العربى أقل بكثير من قيمة الأدب العربى، وذلك لأسباب كثيرة لا تبتعد عن النظرة الاستعمارية، وذلك لأن القائمين على اختيار النصوص الأدبية العربية للترجمة فى معظمهم من المستشرقين.
وحذر الأسوانى أعضاء صالونه قائلاً: ليس صحيحًا بأن كل من يهتم بالدراسات العربية والإسلامية، يصبح صديقًا للثقافة العربية، إلا أن هناك القليل جدًا من المستشرقين أثبتوا ولائهم وانتمائهم للثقافة العربية.
وضرب الأسوانى مثلاً لما يتم ترجمته قائلاً: إذا قمنا بكتابة رواية عن فتاة فلسطينية محجبة، تقع فى غرام عسكرى يهودى، يطارحها الغرام، ويحدث بينهما ما يحدث بين الزوج وزوجته، ثم يفاجئهما والد الفتاة الفلسطينى، ويا حبذا لو كان هذا الأب من قياديين حركة حماس، فيذبحهما بسكين، فيؤذن لصلاة الفجر، فيذهب للمسجد ليصلى، وثيابه ملطخة بدماء ابنته واليهودى، سنجد على الفور أن هذا الهراء يهرع إليه المستشرقون ليترجم لأربعين لغة بين عشية وضحاها.
وذلك لأن الرواية هنا تؤكد الفكرة النمطية، إضافة إلى ذلك، أن غالبية المستشرقين ليست لها علاقة بالقراء الحقيقيين فى الغرب، ولكنهم يقدمون هذه الأعمال إما فى أقسام الأدب العربى فى الجامعات الغربية، وإما فى دور نشر صغيرة، تتم مساندتها ماليًا من الحكومات الغربية، وغالبية دور النشر هذه غير معروفة.
وأضاف الأسوانى فى تقديرى أن الأدب العربى يقف على قدم المساواة مع أرفع الآداب العالمية كافة، ولدينا أدباء أصحاب قاماتٍ كبرى مقارنة مع آخرين فى الغرب، ومن هنا وجب علينا الاهتمام بالترجمة، مؤكدًا "إن الأدب الذى لا يصلح للترجمة الجيدة لا يصح أن يطلق عليه اسم من فنون الآداب على اختلافها، فالأدب نشاط عابر لكافة الفروق الإنسانية، وبطبيعته، فالأدب يعلمنا أنه بقدر الاختلافات فى الثقافات والديانات، إلا أنه لدينا انتماءات أدبية وحسية وجمالية، والنص إن لم يستطع أن يبلغنا تلك الرسالة فليس بأدب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة