أفيشات الأفلام الأجنبى تخدم العمل وأفيشات "العربى" تركز على النجم

الجمعة، 28 مايو 2010 02:41 م
أفيشات الأفلام الأجنبى تخدم العمل وأفيشات "العربى" تركز على النجم النجم لا العمل هو الأهم
كتب وليد النبوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من يتابع أسلوب تصميم الأفيشات فى الأفلام الأجنبية وتحديدا الأمريكية يجدها تتمتع بمذاق خاص، لأن من يقف وراء تصميمها يعرف جيدا أنه يعمل لصالح صناعة السينما فى هوليود ويضمن أسواقا مفتوحة لأفلامه والسبب أن الأفيشات فى الأفلام الأمريكية تجمع بين أسماء كبار النجوم فى السينما العالمية من ناحية وبين حوار شديد الإثارة والتشويق بين شخصيات الفيلم من ناحية أخرى، ما يجعل انجذاب الجمهور للعمل أقوى من انجذابه لوجود اسم نجم بعينه كما الحال فى الأفلام العربى.

ولأن الغرب "شركات الإنتاج" ناجحون فى الجمع بين كبار نجوم هوليود تجدهم قادريين على عمل فيلم قوى بداية من اختيار فريق العمل ومرورا ببقية تفاصيله وانتهاء بالدعاية اللازمة لنجاح الفيلم.

نجد مثلا الأفلام التى جمعت بين كبار نجوم هوليود النجمين روبرت دى نيرو وال باتشينو اجتمعوا فى فيلمين الأول بعنوان the Heat والثانى بعنوان Righteous Kill "وللعلم الوضع متغير فأفيش الفيلم الأول اختلف عن الثانى" ولكنك تجد أفيشات الأفلام المصممة معبرة عن الفيلم وتخلق حالة لجذب الجمهور وتخدمه اسم السينما الأمريكية التى تنجح فى فتح أسواق جديدة وتجذب الكثير من شركات التوزيع بمجرد توقيع العقود من كلا النجمين، وهذه الطريقة تجدها متكررة فى أفلام أمريكية كثيرة مثل the Score الذى جمع بين روبرت دى نيرو وإدوارد نورتون، فالأفيش عليه اسم النجمين الكبيرين مع وضع الصورتين بشكل مخالف للاسمين إرضاء لوضع وقيمة النجمين، وكذلك فيلم the Hunted بطولة النجمين تومى لى جونز وبيتشينو ديل تورو، حيث تجد الأفيش عليه صورة ديل تورو فى المقدمة وخارج منها صورة تومى لى جونز ووضع اسم تومى لى جونز الأول وبعده اسم ديل تورو، إضافة إلى فيلم النجمين راسل كرو وليوناردو دى كابرو Body of Lies والأمثلة كثيرة لأن عجلة الإنتاج لا تتوقف فى هوليود.
الواضح أن قضية الأفيشات وترتيب الأسماء عليها يحسم بحلول كثيرة وسهلة التنفيذ فى هوليود لأنهم فكروا فى خدمة صناعة السينما الأمريكية فكلما نجحت أفلامهم وفتحت لنفسها أسواقا جديدة ظلت عملية الإنتاج الضخم موجودة وظل الفيلم الأمريكى مطلوب ومرغوب فيه أيضا لأن الجمهور متذوق لمثل هذه النوعية الممتعة من الأفلام وهذا هو الضمان الحقيقى لتحقيق أرباحا كثيرة والحافز لإنتاج أفلام كثيرة أخرى.
عندنا نحن مختلفون عن هذه الطرق الحديثة فى التفكير لأن الهدف الحقيقى غاب، فبدلا من إعلاء اسم السينما المصرية قلبنا الوضع لإعلاء اسم النجم، فمثلا نجد النجم هو الذى يتحكم فى كل شىء من البداية للنهاية بداية فى اختيار الأبطال المشاركين له ونهاية بفرض صورته وحده على الأفيش وهذا راجع إلى غياب عوامل كثيرة أهمها طريقة التفكير الصحيح.
فالسؤال الأول الذى يسبق عملية إنتاج الفيلم هو هل ننتج فيلما لخدمة صناعة السينما ويحقق أرباحا كبيرة ويحقق إمتاع وتشويق للجمهور؟ وإذا بدأ القائمون على إنتاج الأفلام والنجوم العرب وخاصة المصريين فى عمل هذا الشىء فإننا سوف نجد وقتها صناعة سينمائية كبيرة بأفلام كبيرة تنافس السينما العالمية.

النجم المصرى تحكمة نظرية "أنا عايز أعمل فيلم لنفسى وأظهر لوحدى على الشاشة وأتصدر الأفيش وأريد إعلانات من وراء ذلك وشهرة وذهاب إلى برامج من أجل المال وليس من أجل إمكانية متعة ونفع الجمهور بحديث شيق وممتع ومفيد".

وإذا ما ظلت النتائج التى يرغب فيها النجوم متعلقة بشهرة ومال وظهور منفرد فلن يحقق أحد شىء لخدمة السينما المصرية. ويظل ما نسمعه كلام وبس وسوف يظل الحديث عن تعثر إنتاج الأفلام موجودا إلى أجل غير مسمى فمثلا إذا نجح المنتجون فى الجمع بين نجمين فى فيلم واحد لماذا لا يتم عمل ما يسمى بخطة عمل يرى فيها القائمون على الفيلم الهدف الحقيقى وهو إنتاج فيلم قوى ينافس فى الأسواق العالمية؟ وهذا ليس بالصعب إذا تم العثور على سيناريو قوى ومخرج صاحب شخصية قوية لا ينحاز لأبطال دون الآخرين كما حدث فى فيلم عمارة يعقوبيان الذى توافرت له عناصر النجاح بعد أن وضع القائمون عليه هدفا رئيسيا وأساسيا أمام أعينهم لينجح بفضل الشركة المنتجة التى نجحت فى الجمع بين كبار النجوم وبين سيناريو قوى ومخرج صاحب شخصية وفكر.

سوف نرى وقتها شركات كبيرة تطلب أن تكون رعاة للفيلم المصرى ويتم عمل قناة سينمائية مصرية خالصة تستضيف أصحاب الأفلام وتدير حوارات حول طريقة عمل الفيلم وما تعرض له الأبطال أثناء تصويره من مواقف صعبة أحيانا وكوميدية أحيانا أخرى. وسوف نجد أنفسنا أمام صناعة لا تعرف التعثر فى إنتاج الأفلام لأن القائمين عليها والعاملين فيها يعملون من أجل إنجاح وإعلاء اسم السينما المصرية وعندما يفكر النجوم والمخرجون والمنتجون المصريون بهذه الطريقة سنجد أفلاما مصرية ناجحة تحقق أرباحا عالية وترضى أذواق الجمهور المختلفة.

إننا أمام صناعة حقيقية مضمون فيها الربح بشكل كبير للغاية وأيضا صناعة جاذبة للاستثمار ومليئة بالمواهب والأفكار وأصحاب العقول المستنيرة.. قادرون على إنتاج أفلام تخدم صناعة السينما المصرية إذا ما جعلنا هذا هو الهدف الرئيسى أما إذا تخاذل أحد فى تحقيق الهدف فالأسوأ قادم.

نحن اليوم على أعتاب موسم سينمائى صيفى -ينتظره المنتجون لتحقيق الأرباح والمكاسب- وتنافس فيه الأفلام الأمريكية الأفلام المصرية وبشراسة وبمنتهى القوة رغم قلة عدد نسخ الفيلم الأجنبى ولكن انظروا للإيرادات وأنتم تعرفون ما أقصد تماما والفائز فى المنافسة هو من عرف هدفه الأساسى وكان صاحب رؤية بعيدة المدى وعرف أنه قادر بذلك على إنتاج أفلام أخرى كبيرة.. نتمنى أن يكون اسم السينما المصرية عاليا دائما وأدعو الله أن يتمتع جميع القائمين عليها والعاملين فى السينما المصرية برؤية بعيدة المدى لضمان إنتاج أفلام تساعدهم على المنافسة والبقاء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة