أسامة أنور عكاشة أستاذ الدراما المصرية.. وصانع نجومية الفخرانى والسعدنى وهشام سليم.. المشاهد حرص على متابعة المسلسلات بمجرد قراءة اسمه على التتر دون النظر إلى أسماء الممثلين المشاركين

الجمعة، 28 مايو 2010 03:09 م
أسامة أنور عكاشة أستاذ الدراما المصرية.. وصانع نجومية الفخرانى والسعدنى وهشام سليم.. المشاهد حرص على متابعة المسلسلات بمجرد قراءة اسمه على التتر دون النظر إلى أسماء الممثلين المشاركين الراحل أسامه أنور عكاشة
كتب - محمود التركى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشوار الراحل أسامة أنور عكاشة مع الكتابة الدرامية للمسلسلات التليفزيونية يؤكد أنه واحد من أبرز الكتاب فى تاريخ الدراما، فرغم أن المؤلفين لا يتمعتون بشهرة كبيرة لدى الجمهور، استطاع عكاشة كسر القاعدة حيث تفوقت شهرته فى كثير من الأحيان على النجوم الذين يجسدون بطولة مسلسلاته، بل كان المشاهد يثق فى أعماله منذ الوهلة الأولى، ويكفى أن يكون اسمه على تتر مسلسل حتى ينال اهتمام المشاهد العادى.

أبدع أسامة فى كتابة مسلسلات الأجزاء بشكل كبير، ومنها رائعته "ليالى الحلمية"، التى تعلق الجمهور بأجزائها الـ5، وساهمت بشكل كبير فى وضع أبطالها يحيى الفخرانى، وصلاح السعدنى، وممدوح عبد العليم، فى مكانة خاصة لدى الجمهور، خاصة وأنه حافظ على إيقاع الأجزاء ولم يقع فى فخ التطويل والمد.

شخصيات الأبطال التى رسمها أسامة فى أعماله الدرامية أصبحت جزءاً من وجدان الشعب المصرى، وكأنها حقيقية، ففى مسلسل "ليالى الحلمية"، الذى قدم الجزء الأول منه 1987 تعرف الجمهور على "سليم باشا" يحيى الفخرانى و"العمدة سليمان" صلاح السعدنى و"نازك السلحدار" صفية العمرى و"زهرة" آثار الحكيم و"على" ممدوح عبد العليم و"عادل" هشام سليم، وكأنهم شخصيات واقعية دخلت فى نسيج الحياة الاجتماعية المصرية، وبات المشاهد ينتظر تفاصيل الصراع بين سليم وسليمان وقصة الحب بين على وزهرة، على مدار 5 سنوات متتالية دون ملل، وتعاطف الكثيرون مع "حسن أرابيسك" التى جسدها صلاح السعدنى فى مسلسل "أرابيسك" عام 1992، وحقق المسلسل نجاحا كبيرا، ونجح أسامة فى رسم تفاصيل شخصية حسن، التى أراد من خلالها الإشارة إلى المعدن الحقيقى للمواطن المصرى.. رأينا حسن الذى يعمل بفن الأرابيسك ويتمتع بجذور وأصول طيبة، لكنه يهمل فى صناعته والورشة التى يمتلكها ويدمن المخدرات، حتى يتعرف على دكتور مصرى يعمل فى مجال الطاقة النووية لتحدث الكثير من المناوشات بينهما، يعود حسن فى النهاية إلى رشده مرة أخرى بعد مروره بأحداث كثيرة.

هالة صدقى جسدت فى المسلسل شخصية "توحيدة" إمرأة من الحارة الشعبية المصرية تحب "أرابيسك" وتضحى كثيرا من أجله، فيما جسدت لوسى شخصية "أنوار" التى حققت من خلالها نجاحا كبيرا فى الدراما، ونجح أسامة فى رسم تفاصيل الشخصيات بحرفية عالية ليكشف تناقضاتها وانفعالاتها الداخلية وأوجاعها، ورغم كل ذلك تستطيع أن تعيش لحظات سعيدة.

لا ينسى الجمهور العديد من المسلسلات التى كتبها أستاذ الدراما المصرية، ومنها مسلسل "الراية البيضا"، الذى قدمته الفنانة سناء جميل وجسدت فيه دور "فاطمة المعداوى" وجميل راتب الذى جسد شخصية السفير"مفيد أبو الغار" ليوضح الصراع بين المال والثقافة، ويلقى الضوء على التغيرات التى حدثت فى المجتمع ونمو طبقة اجتماعية جديدة تملك المال دون الثقافة، وبالتالى لا تقدر قيمة التاريخ، ويبقى المشهد الأخير فى المسلسل ليؤكد محاولات أسامة التصدى، من خلال كتابته، لكل التغيرات الدخيلة على المجتمع وملامح الفساد، بوقوف أبطال العمل الذين يمثلون الجانب المثقف، ومنهم جميل راتب وهشام سليم، فى وجه قوة ونفوذ وأموال سناء جميل التى تريد هدم فيلا مفيد أبو الغار، بوقوفهم فى وجه بلدوزر الأوقاف.

كتابات أسامة للدراما التليفزيونية تعد بمثابة أعمال بارزة يحفظها الجمهور، ويلقى من خلالها الضوء على محاولات البعض التمسك بمبادئهم وقيمهم الأصيلة فى مواجهة التغيرات التى تحدث فى المجتمع وتتسبب فى فساده، ومنها "ريش على مفيش"، و"عصفور النار"، و"رحلة أبو العلا البشرى"، و"ضمير أبله حكمت" عام 1991، الذى نجح وقتها أسامة فى إقناع فاتن حمامة بالوقوف أول مرة أمام كاميرا التليفزيون، حيث جسدت دور حكمت ناظرة مدرسة للبنات، وأيضا مسلسل "امرأة من زمن الحب"، و"أميرة فى عابدين" بطولة سميرة أحمد، و"المصراوية"، وغيرها من الأعمال التى توضح تمسك أسامة دائما بالقيم والمبادئ التى تنحسر يوما بعد الآخر، وهو ما عبرت عن كلمات الشاعر سيد حجاب فى تتر مسلسل "أرابيسك" التى تقول: وينفِلِت من بين إيدينا الزمان.. كأنه سحبة قوس فى أوتار كمان.. وتنفرط الأيام عود كهرمان.. يتفرفط النور والحنان والأمان، والتى يختمها قائلا: الغش طرطش رش ع لوش بوية.. ما درتش مين بلياتشو أو مين رزين.. شاب الزمان وشقيت.. مش شكل أبويا.. شاهت وشوشنا تهنا بين شين وزين.. ولسه ياما وياما حنشوف كمان.

رحيل أسامة أنور عكاشة رائد السيناريو العربى وعاشق الإسكندرية
وفاة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة بعد صراع مع المرض






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة