مع مطلع شمس كل يوم جديد، يتجدد أمل جديد لتحقيق السلام مع الإسرائيليين، وأن تهدأ الأمور وتستقر الأوضاع على الأرض الفلسطينية، طامحين أن تقام الدولة الفلسطينية ذات السيادة على ما تبقى من الأرض، وأن يعيشوا فى سلام ورخاء مع جيرانهم الإسرائيليين.
هكذا ــ وربما أكثر من ذلك ــ ما يتمناه زعماؤنا منذ عقود طويلة، حتى أصبحت الشعوب العربية تطمح إلى ذلك هى الأخرى. لكن رغم كل محاولات السلام مع إسرائيل، لم تنجح أى محاولة فى أى وقت وأى مكان أن تحل القضية الفلسطينية، فنعود لنبدأ المحادثات من الصفر مرة أخرى.
وطوال فترة المحادثات سواء الموسعة أو المصغرة، واللقاءات سواء ثنائية أو جماعية، والاجتماعات سواء حول مائدة مستديرة أو مستطيلة أو مثلثة الشكل.. فإن زعماءنا قد أثبتوا ــ بجدارة ــ لديهم مخزون إستراتيجى هائل من التصريحات والخطب، يفوق ما تختزنه الأرض العربية من نفط، ويكاد يقارب ما تحتويه البلدان من فساد.
وأخيراً أود أن أتساءل: لماذا كل هذا الإصرار على السلام؟ رغم أن الاسرائيلين قد أعلنوها مرات عديدة أن ليس لديهم أدنى رغبة فى السلام، و نهم قد أخطأوا ذات مرة عندما عقدوا معاهدة سلام مع مصر.. وخلال سنوات طويلة رفعنا عنوان رواية الكاتب الكبير أرنست همنجواى: وداعا للسلاح، وأخذناه شعاراً لنا، وأحرقنا كل أسطوانات الأغنية الشهيرة (خلى السلاح صاحى)، وغيرنا اسم وزارة الحربية إلى وزارة الدفاع، ورغم كل ذلك وأكثر لم يتحقق السلام على أرض الواقع ولم تحل القضية الفلسطينية حتى الآن .. ألم يحن الوقت كى نقول : وداعا للسلام!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة