تسأل قارئة: ابنى معاق ذهنياً ويود أن يعيش مثله مثل باقى الأفراد وأخشى عليه أن تكون إعاقته السبب فى عدم اندماجه فى المجتمع؟
يجيب الدكتور عادل عاشور أستاذ طب الأطفال والأمراض الوراثية بالمركز القومى للبحوث، قائلاً: زواج المعاق ذهنياً مشكلة تفرض نفسها بقوة على كثير من الأسر وعلى كثير من المهتمين بهذه الفئة التى ظلت حتى وقت قريب لا تجد من يتحدث عنها أو باسمها، ولكن الآن وفى ظل الاهتمام الواضح الناتج عن الوعى بهمومهم وقضاياهم، أخذت القضية بعداً آخر هدفه إنصاف هذه الفئة والوقوف بجوارها إلى أن تحصل على كامل حقوقها المشروعة فى الحياة.
ومن المعروف علمياً أن التأخر الذهنى أو العقلى يختلف حسب معامل درجة الذكاء (IQ) الى اربع درجات الأولى "البسيط" ويتراوح نسبة الذكاء فيه من 50 – 70 وهذه الفئة تمثل أكثر من 85% من المعاقين ذهنياً وهؤلاء قادرون على أداء بعض الوظائف الخاصة والقيام بأعمال يدوية وذات مهارات بعد مدة تدريب وعندهم القدرة على اكتساب قدر معقول من التعليم والفئة الثانية "المتوسط" تتراوح نسبة ذكائهم من 35 – 50 والفئة الثالثة "شديد" من 20 – 35 والفئة الرابعة وهى أكثر حالات التأخر الذهنى شدة وعمق وتكون النسبة فيها أقل من 20 ومن الواضح أن الفئة الأولى هى القادرة على الزواج وممارسة حياة طبيعية.
ومن الناحية الاجتماعية فإنى أعتقد أنه لا يوجد أى مانع مطلقاً من زواج المعاقين، خاصة أصحاب النسبة البسيطة حتى لو كان ذلك بغرض الحصول على مصلحة أو منفعة مشروعة للطرف الآخر، بل هناك تجارب ناجحة مع المتزوجين من المعاقين تم رصدها ومتابعتها.
كما أن المعاقين ذهنياً إذا تزوجوا من أصحاء أو معاقين مثلهم، فليس ذلك شرطاً، لأنهم سينجبون أبناءً معاقين مثلهم، فهذا الأمر تتدخل فيه عوامل وراثية وعوامل بيئية وأشياء أخرى كثيرة، كما أن أغلبهم يكون لديه قصور فى الإخصاب والإنجاب.
إن زواج المعاقين ذهنياً فى الآونة الأخيرة أصبح واحدة من القضايا التى فرضت نفسها بقوة على أجندة المهتمين بهذه الفئة داخل المجتمع المصرى والعربى، وهو ما ترتب عليه مجموعة من الأسئلة منها:
هل يتزوج المعاقون ذهنياً من معاقين مثلهم أم من أصحاء؟ وكيف يمارس المعاق حياته الزوجية ومسئوليته مع زوجته وأولاده؟ وما هى الضوابط الشرعية لهذا الزواج؟ كل تلك الأسئلة فرضت نفسها مؤخراً بعد أن ازداد اهتمام الدولة والمجتمع.
كما إنه يجب ألا نتجاهل دور الإعلام فى تحسين أداء المعاقين فى مختلف أدوارهم الاجتماعية، وتكوين صورة إيجابية عنهم؛ لأن الإعلام المصرى يعرضهم بشكل "ساخر" يهين كرامتهم؛ ولذا ينبغى على وسائل الإعلام أن تمارس دورا إيجابيا، خاصة أن المعاق ذهنياً يتفاعل مع هذه الوسائل؛ فعلى سبيل المثال قد يكون المعاق محبا للموسيقى والغناء، ومن هنا ينبغى استثمار هذه الوسائل فى تقويم سلوك المعاق وتحسين أدائه اللغوى أو تشجيعه على ممارسة أنواع معينة من الرياضة مثلاً.
وأوضح عاشور أن هناك شروطاً لزواج المعاقين وهى:
أ- اطلاع الطرف الآخر على حالته الصحية والذهنية ومعرفته بوضعه تماماً.
ب- ألا يكون الطرف الآخر مجنوناً ولا زائل العقل، بل يتزوج المتخلف عقلياً امرأة سليمة العقل، وتتزوج المتخلفة عقلياً برجل سليم العقل.
ج- أن يكون المريض العقلى مأموناً، أما الذى تتسم صفاته بالعدوانية والضرب أو الإيذاء فلا يجوز له الزواج؛ لأن زواجه قد يسبب الضرر، والضرر مرفوع فى كافة الأديان.
د- وآخر الشروط موافقة أولياء المرأة بهذا الزواج.
تواصلوا معنا بإرسال أسئلتكم واستشاراتكم على health@youm7.com
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة