رصدت صحيفة "برافدا" الروسية دور مصر ومكانتها فى الشرق الأوسط، وقالت الصحيفة بقلم إن مصر تعد من الدول الأساسية فى العالم العربى والإسلامى، فلديها كل المقومات الضرورية بما فى ذلك الثقل السياسى. وهذه المكانة لا يفسرها فقط الموقع الجغرافى الفريد ولكن أيضا عدد السكان الضخم. كما أن مصر الأكبر بين الدول العربية المتقدمة من حيث قوة الجيش والذى يتجاوز عدد القوات المسلحة فى إسرائيل.
وقد استطاعت مصر، كما تقول الصحيفة، استغلال ذلك فى تحقيق النفوذ فى بعض المجالات، فعلى سبيل المثال، هناك تقليد إلى ما أن يتولى مصرى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية. فقد تولى هذا المنصب ستة أشخاص منذ تأسيسها عام 1945، من بينهم خمسة مصريين.
وتحاول مصر أن تصبح ثالث قوة مستقلة فى المنطقة، بعد إسرائيل وإيران، وأن تلعب دور صانع السلام الحكيم بين الجماعات العربية المتناحرة. وكما يظهر التاريخ، فلأن منهج مصر فى السياسة الخارجية يعتمد على الحالة العامة للعلاقات فى الشرق الأوسط والدول المجاورة.
وقديماً وجدت مصر منافساً لها فى الدول العربية، وهو العراق، لكن الآن وبعد أصبحت محتلة بالقوات الأجنبية، فإن مصر لم تتمكن من لعب دورها القيادى. فقد فشلت مصر فى أن تصبح زعيمة معترف بها بشكل عام فى ظل عدم وجود ثروات طبيعية بها، والتى تمتلك الكثير منها منافستها السعودية.
وسردت الصحيفة أهم المحطات السياسية فى مصر منذ قيام الثورة فيها، وتحولها إلى منبر للقومية العربية فى الخمسينيات والستينيات، ثم حكم الرئيس السادات الذى انقلب على هذا الاتجاه، وبعده الرئيس مبارك الذى استطاع مع توليه الحكم فى بداية الثمانينيات أن يعيد البلاد إلى زعامة العالم العربى، على الرغم من حقيقة أن منهج فى مصر الذى تبناه السادات فى التعامل مع الولايات المتحدة وإسرائيل لم يتغير بشكل أساسى.
وتنقل الصحيفة عن سيرجى جولبيف، الخبير الروسى فى الدراسات العربية رأيه الذى قال فيه إنه على الرغم من أن السياسة الخارجية لمصر قد حدث لها بعض التغييرات فى ظل نظام مبارك إلى أن الرئيس استمر على الأغلب فى تبنى المنهج الذى اختاره سلفه، الرئيس السادات. وكانت عودة مصر للإنضمام إلى المنظمات العربية مسألة يمكن التنبؤ بها نظراً لدورها الهام جداً فى الشرق الأوسط. ولبعض الوقت، كانت مصر منبوذة، ورغم ذلك، فإنه بدونها لا يمكن الاعتماد على عمل عسكرى عربى ناجح ضد إسرائيل.
وتمضى الصحيفة الروسية فى القول إنه لا يوجد شك فى أن النخبة السياسية الحالية فى مصر ستحاول أن تبدو الوسيط الوحيد القادر على التوصل لتسوية سلمية لصراع الشرق الأوسط.
لكن ماذا سيحدث إذا جاء رئيس جديد محل الرئيس مبارك الذى يحكم منذ 30 سنة. ترد الصحيفة على هذا التساؤل القول إن ذلك يعتمد على طبيعة الرئيس الجديد. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الولايات المتحدة وإسرائيل لن تسمحا بوجود نظام عدائى فى مصر التى يرتبط الحكم فيها بالموقف فى الشرق الأوسط.
صحيفة روسية: مصر لها دور حاسم فى حل نزاع الشرق الأوسط
الخميس، 27 مايو 2010 01:45 م
صحيفة "برافدا" الروسية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة