أكدت الدكتورة نجوى الجزار رئيس قسم الإعلام بجامعة مصر الدولية أن برامج التوعية التى اتبعتها مصر فى أزمتى أنفلونزا الطيور والخنازير بدأت "متأخرة"، ودعت إلى نشر ثقافة مواجهة الأزمات بين المواطنين وخاصة طلبة المدارس لأنهم قادرين على نقل المعرفة إلى أفراد أسرهم وتقديم يد العون وقت الكوارث والأزمات بما يساهم فى التقليل من الخسائر.
وأشارت الجزار خلال الاحتفال بإطلاق الإستراتيجية القومية لرفع درجة الوعى المجتمعى فى مواجهة الأزمات اليوم الخميس، والتى أعدها مركز معلومات مجلس الوزراء بالتعاون مع منظمة اليونيسيف وتهدف إلى توفير منظومة متكاملة لإدارة الكوارث والتقليل من آثارها - إلى إجراء دراسة ميدانية على عدد من المواطنين عن الأزمات أظهرت أن هناك جانبا من المواطنين يتعامل بأسلوب خاطئ فى وقت الأزمات، بما يؤدى إلى الإضرار بالممتلكات وإحداث إضرار بالمال العام.
وتضمنت نتائج البحث التى عرضتها الجزار، أن التغطية الإعلامية للأزمات أحيانا تتسم بالمبالغة فى مقابل أوقات أخرى تقلل من أبعادها رغم خطورتها، وتابعت أن النتائج أظهرت أنه على الرغم من أهمية البرامج الحوارية فى تقديم معلومات كافية للمشاهدين عن الأزمات وتعريفهم بالحقائق إلا أن انطباع المبحوثين عنها هو وجود الكثير من الخلافات بين ضيوف البرنامج بما يحول دون تقديم الحقيقية للمشاهد.
وأضافت رئيس قسم الإعلام أن إحدى السلبيات التى رصدها البحث اعتماد المشاهد على القنوات العربية والفضائيات فى الحصول على معلومات كافية عن الأزمة والكوارث نظرا لبطء القنوات "الحكومية" فى الإعلان عن الكارثة، مشيرة إلى أن الأطباء وقت أزمة أنفلونزا الطيور كانوا يتحدثون بلغة علمية صعبة فى البرامج، فى الوقت الذى يحتاج فيه المشاهد إلى لغة بسيطة يعرف من خلالها أسلوب الوقاية والعلاج فى حالة التعرض للعدوى.
وشددت الجزار على ضرورة إتاحة المعلومات الكافية للمواطنين حول إمكانية تقديمهم للمساعدة وقت الأزمات والكوارث، خاصة أن المواطن فى هذا الوقت لديه القدرة على المساعدة ولكن لا يعرف الأسلوب الأمثل والجهة المناسبة التى يتوجب عليه التعاون معها، معلنة أن الفترة المقبلة ستشهد إدخال مواد على المقررات الدراسية للحد من مخاطر الأزمات.
من جانبه، قال الدكتور ماجد عثمان رئيس مركز معلومات مجلس الوزراء، إن مصر تواجه العديد من التحديات والمخاطر التى يمكن أن تصنف تحت مسمى الكوارث الطبيعية منها الزلازل والسيول والكوارث التى يساهم الإنسان فى صنعها منها الحرائق والأمراض والأوبئة.
وأشار عثمان إلى أن رفع درجة الوعى لدى المواطنين وإكسابهم القدرة على مواجهة الأخطار يساهم فى خفض الخسائر البشرية وقت الأزمات، لافتا إلى أن هدف الإستراتيجية الجديدة التى يطلقها المركز اليوم بعد موافقة رئيس الوزراء عليها، هو تدريب الجمهور على مبادئ التهيؤ للكارثة الطبيعية ليكتسب مهارة التفكير السليم واتخاذ القرار الصائب أمام الخطر الداهم.
وقالت أرما ماننكور ممثل منظمة اليونيسيف فى مصر أن هدف الإستراتيجية جعل الحد من مخاطر الكوارث "أولوية وطنية"، مشيرة إلى أن المنظمة تتعاون مع الحكومة المصرية لضمان حماية الفئات الأكثر ضعفا خاصة النساء والأطفال، فهم الأكثر تعرضا للأمراض وسوء التغذية والعنف، وأكدت على أن الإستراتيجية لابد أن تساهم فى توفير المعلومات والدعم للمجتمعات المحلية لتكون مستعدة قبل وبعد وأثناء أية حالة طوارئ محتملة.
خلال إطلاق الإستراتيجية القومية لمواجهة الأزمات..
خبراء الإعلام ينتقدون تأخر حملات التوعية بالأزمات
الخميس، 27 مايو 2010 04:41 م