لم يمر أكثر من أسبوع على تأكيد الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى أثناء زيارته جامعة المنصورة 12 مايو، بمنع الطالبات المنتقبات من دخول الامتحانات بالنقاب فى الفصل الدراسى الثانى، حتى أصدرت محكمة القضاء الإدارى حكما إلزاميا للجامعة نفسها بإعادة امتحانات الطالبات المنتقبات اللواتى تم منعهن من الامتحان بالنقاب فى الفصل الدراسى الأول، واللواتى قررن تحريك دعاوى تعويض بسبب حرمانهن من الامتحان.
هذا التباين فى الموقف يأتى قبل أيام قليلة من بدء امتحانات الفصل الدراسى الثانى بالجامعات، فى 29 من الشهر الجارى، لتعود من جديد المواجهة التى يصر عليها الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى، والطالبات المنتقبات فى الجامعات الحاصلات على أحكام قضائية بأحقية الامتحان بالنقاب، مع ضرورة كشف الوجه من الطالبة متى طُلب منها ذلك.
ويستغل هلال الجملة السابقة من الحكم ليؤكد، طوال الوقت، أن الطالبة المنتقبة عليها أن تلتزم بطلب عمداء الكليات بخلع النقاب داخل اللجان «طوال فترة الامتحان» استناداً إلى الحكم القضائى، وهو التفسير الذى تراه الطالبات مخالفاً للحقيقة، حيث قالت «المنتقبات» إن الحكم يؤكد حقهم فى الامتحان بالنقاب، مع الكشف عن الوجه للتثبت من الشخصية فقط، واستمرار امتحانهن بالنقاب.
كلية دار العلوم جامعة القاهرة التى تضم نحو 1000 طالبة منتقبة لجأت الشهر الماضى إلى خطوة جديدة بهدف إقناع الطالبات المنتقبات بعدم جدوى الامتحان بالنقاب؛ حيث وزعت كتيبات طبعتها وزارة الأوقاف تؤكد أنه عادة وليس عبادة، وتضم مقالات الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الراحل ومفتى الجمهورية الدكتور على جمعة ومقالا للدكتور عبد الحليم أبو شقة بالإضافة إلى بحث تفصيلى عن المسألة أعدته دار الإفتاء المصرية استعرض رؤية الإمام الغزالى فى النقاب، وأكدت المقدمة التى كتبها الدكتور حمدى زقزوق وزير الأوقاف أن النقاب مجرد عادة اجتماعية من أيام الجاهلية، وأن إخفاء المرأة وجهها يعد حلقة فى سلسلة متواصلة من الظلم الاجتماعى الذى تتعرض له، مؤكدًا أن النقاب يؤثر فى التواصل الإنسانى داخل المجتمع.