مها الخطيب تكتب: لن أكتب عن حقوق الإنسان!

الأربعاء، 26 مايو 2010 03:37 م
مها الخطيب تكتب: لن أكتب عن حقوق الإنسان!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن أكتب عن حقوق الإنسان..؟ وأنا أراها تذبح ألف مرة تارة باسم القانون وأخرى باسم مكافحة الإرهاب.. لن أكتب عن أزمات واحتياجات فمل من يقرأ كل هذه الآهات ومل من يكتب بصورة أكثر من صراخ لا يسمعه أحد إلا من وهبه الله نعمة النسيان.

لن أكتب عن فساد نخر العظم وابتلع اللحم وأذاب الشحم أو نفط حل أزمات كل البلدان إلا أزمة بلادى وأزمتى وأزمات نساء ورجال وأطفال قدر لهم أن يولدوا فى العراق.

لن أكتب والعصابة موضوعة على فمى وقلمى تكسر من كثرة كتابة الشعارات وحركات وثورات ما أوجدها الله إلا فى عقول قلة وممن وصفوا أنفسهم بالفقهاء دين ليس بدين وروح تذبح بحد السكين ودماء تنزف لتغسل كل ما هو باطل وعتيد وعروش تهاوت تحت صرخات ثكلى ممن فقدت وحيدها باسم التجديد.

لن أكتب عن طوابير حتى فى الموت، ولكثرتنا نقف طوابير بين يدى خالقنا، وكما وقفنا أمام محطات البنزين والخبز وبطاقات التموين التى أعلنت رجيماً قاسياً ثم تلاشت بسبب كثرة ما فرض عليها من رجيم.

ولن أكتب عن فقير يتناهشه الجوع والمرض وفتاوى التكفير وبطانياتهم لم تستر إلا عوراتهم التى أبى التاريخ إلا أن يكشفهم منذ الأزل إلى لحظة كتابة هذا الأنين. حتى ذئب يوسف فتحنا له ملف هنا مع المظلومين وبكينا على الحسين وكرمنا قتلته وألبسناهم رداء الحكمة وجعلناهم من المختارين وتنادينا يا ثارات القدس وبغداد تستباح مليون مرة تحت جزمات محتل بغيض ورجمنا البعث بالحجارة وأبدلناه بألف بعث وألف ألف صدام حسين.

لن أكتب ولمن أكتب وكل من حولى أصبح رماداً احترق بنار قلب أرملة أو عانس أو من تزوج مع وقف التنفيذ. والغريب بأنى ما زلت أكتب رغم الشتائم والاتهامات، ورغم سبع سنين من الحرية ومعاشرة الأحرار، ورغم المرض ورغم العمر الذى مضى ورغم كل شىء فسيبقى هنالك من يكتب حتى وإن توقفت أنا.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة