كشفت وكالة أنباء "آكى" الإيطالية أنّ معركة "مائية" عراقية سورية تلوح فى الأفق، وذلك بعد إعلان دمشق مؤخراً عن مشروع لسحب مياه نهر دجلة الذى ينبع من هضبة الأناضول إلى داخل الأراضى السورية بهدف رى حوالى 200 ألف هكتار من أراضيها.
وأضافت الوكالة أنّ بغداد اعتبرت الأمر مشروعاً مفاجئاً، داعيةً سوريا إلى اجتماع عاجل لتوضيح حقيقة هذا المشروع.
ونقلت الوكالة عن "على هاشم" مدير عام مشاريع الرى فى وزارة الموارد المائية العراقية قوله: "لقد طلبنا مؤخراً من السوريين وعن طريق وزارة الخارجية العراقية عقد اجتماع مشترك للبحث فى حقيقة المشروع الذى تعكف سوريا على تنفيذه عبر سحب مياه نهر دجلة إلى أراضيها لغرض الرى، موضحاً أنّه حتى الآن لم يتم تحديد أى موعد لهذا الاجتماع لكننا دعونا إلى الإسراع فى عقده خلال أقرب وقت ممكن"، مشيراً إلى أن "أى سحب من مياه النهر سيؤثر بلا شك على الحصة المقررة للعراق والتى تعتبر متدنية فى الأصل، وبالتالى سيتم حدوث انعكاسات خطيرة على الواقع الزراعى والاقتصاد المحلى للبلاد.
واعتبرت مصادر إعلامية سورية أن المشروع الذى أقرته الحكومة لسحب مياه نهر دجلة مشروعاً قديماً يعود لعشرات السنين وليس مفاجئاً كما يقول العراقيون، مشيرة إلى أنه ثمرة من ثمرات تحسن العلاقات السياسية بين سوريا وتركيا وتطورها إلى الحد الذى دفع الأخيرة إلى إعطاء الضوء الأخضر للمباشرة بتنفيذ هذا المشروع.
يذكر أن كلاً من العراق وسوريا اتهمتا تركيا فى سبتمبر الماضى بتقليل حصتيهما من المياه من 500 متر مكعب فى الثانية المتفق عليها عام 1987، إلى أقل من 120 متراً مكعباً، بحسب الخبراء، بينما بررت الحكومة التركية السبب إلى قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض مناسيب المياه فى سد أتاتورك.
ويبلغ طول نهر دجلة 1718 كيلومتراً، ويمر فى سوريا لنحو 50 كيلومتراً ليدخل بعد ذلك أراضى العراق، وينتهى بالتقائه جنوب العراق بنهر الفرات مكونين شط العرب الذى يصب بدوره فى الخليج.
