محمد حمدى

البدوى وأباظة.. وفن الاختلاف

الأربعاء، 26 مايو 2010 12:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين المتنافسين على رئاسة الوفد محمود أباظة والسيد البدوى الكثير من الخلافات السياسية.. والشخصية أيضا، مما يجعل الانتخابات المقررة غداً الخميس على رئاسة الوفد مشتعلة، ويصعب التنبؤ بها، نظراً للتقارب الشديد بين حظوظ وفرص المرشحين، لذلك يبدو التكهن بفوز أى منهما أمراً فى غاية الصعوبة.

ورغم هذه المنافسة المحتدمة، والتى يتوقع أن تنتهى بفارق أصوات قليلة جداً، فقد قدم أباظة والبدوى درساً مهماً للشعب المصرى، حينما حرصا على الظهور معا فى عدة مناظرات تليفزيونية على الهواء مباشرة فى عدة قنوات أرضية وفضائية، وهو أمر غير مسبوق فى مصر.

وفى سائر الانتخابات النقابية والحزبية والأندية الرياضية السابقة رفض المرشحون لرئاسة الأحزاب والنقابات الظهور فى مناظرات تليفزيونية، وحتى فى رئاسة الأندية الرياضية، وفى أفضل الأحوال كانوا يفضلون أن يظهر كل منهما بمفرده، ويظل معدو هذه البرامج فى مفاوضات شاقة وعسيرة لترتيب أى المتنافسين يظهر أولا، وأيهما يظهر فى آخر البرنامج!

عدم القدرة على مواجهة الآخر والتحاور معه على الهواء مرض مصرى مستعصى جدا، وفى العالم يحلون هذه المشكلة فى المدارس بانتخابات اتحادات الطلاب، ومسابقات الخطابة والمعلومات، وغيرها من الأنشطة التى تولد الثقة فى النفس، وتدرب الصغار على قبول الآخر، واحترام الاختلاف، وهى أمور تبدو غائبة عنا إلى حد كبير.

لذلك أعتبر أننا مدينون بشكر خاص لمحمود أباظة والسيد البدوى لأنهما حرصا على تقديم التنافس الانتخابى بينهما فى شكل حضارى جدا، وهو أمر ليس غريباً على حزب الوفد العريق، الذى قاد ثورة الشعب المصرى عام 1919 وعبر عنه أبلغ تعبير وتفاوض نيابة عنه مع المحتل الإنجليزى من أجل نيل الاستقلال.

وقد لا يعنينى كثيرا أيهما سيفوز برئاسة الوفد لأننى لست عضوا فى هذا الحزب، لكن بالتأكيد ومن مهتم بالشأن العام فى هذا البلد أتمنى أن يختار الوفديون من يرونه قادرا على إعادة إحياء هذا الحزب، ووضعه فى مكانة تليق به، وتحويله إلى حزب كبير وفاعل على الساحة السياسية والشعبية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة