أحمد مدنى يكتب: التغيير

الأربعاء، 26 مايو 2010 08:13 م
أحمد مدنى يكتب: التغيير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أحد يشكك على أن التغيير فى حد ذاته تطور، لأنه دماء تتجدد، وكثيرا ما تتعلق كلمة التغيير بمستقبل الأوطان، فلا إمبراطوريات استمرت ولا دول نامية بقيت على حالها وفى مصر شىء ليس بالغريب.. تناقضات عديدة ومزايدات معتادة فلا أحد لا يحلم بالتغيير إلا المستفيد فكانت المحاولات فى البدء تهدف إلى تغيير أسلوب النظام حتى وصلت الهدف إلى تغيير النظام بأكمله، لأنه بعد هذه المدة غير الهينة تأكدنا أنه لا تطور فى ظل الوضع الحالى، والمستقبل يقترب من السواد حتى جاء د.محمد البرادعى حاملا شمعة أمل تصنع ثقبا فى الأبواب المغلقة وتنبش فى أطراف الغموض، وتظهر بعض الحقائق كادت عينى أن تغفل عنها.

وليس بالغريب ما تعرض له من هجوم واتهامه بالعمالة والخيانة عند مجيئه من أصحاب النفوس الضعيفة، ولكن الأغرب أن توجه له انتقادات حادة وسخرية من أصحاب القضية نفسها يتهمونه بالتكاسل وقلة الحيلة، فهم ينتظرون أن يشهر سيفه ويقطع دابر الاستئصال المرير، ويقول "افتح يا سمسم" فيحدث التغيير، فهم ظنوا أنه الفارس فى هذه الساحة واكتفوا أن يكونوا مشاهدين ومحللين بارعين لهذه المعركة التى أصبح الشعب الضحية الأولى فيها، حتى تحول الإعجاب بشخص الدكتور إلى الإشفاق عليه.

وحتى أعلم لماذا يتحمل الدكتور برادعى كل هذا التعب وهذه الأحمال سألت نفسى: "ماذا لو رحل البرادعى؟"

فإذا وضعت نفسى مكانه لماذا أدخل فى معارك مع نظام قد كرمنى وافتخر بى؟ لماذا لم أقض ما تبقى من عمرى فى استرخاء وراحة؟
سأرحل وأرى ماذا هم فاعلون؟
سأرحل وأحتفظ بكيانى ومكانتى وشخصى
سأرحل حتى لايشكك أحد فى وطنيتى
ولكن...

وجدت أن قيمة الحياة تكمن فى قضية أدافع عنها، وما أعظم القضايا التى تتعلق بمصير الأوطان!!

هل لو لم يعلن د. برادعى عن موقفه الحالى لشكك أحد فى علمه ومكانته ومصريته كمواطن حائز على جائزة نوبل للسلام.

لا أجد مبررا لمن ينتقدون طريقه وطريقته فى التغيير سوى أنهم انتابهم إحباط شديد وفقدوا الثقة فى شعب أبدا لن يثور، فلا أتهمهم بالحقد ولا بالغباء فأنا دائما أحسن الظن فى الأشخاص وإلا كنت اتهمته بالعمالة والمضى نحو تحقيق مصالحه الشخصية.!

فلو رأيتم عائقا فى الطريق اعملوا على إزالته خيرا من أن تنتظروا أحدا يزيله وتحللوا كيفية إزالة هذا العائق..!

الاقتناع بالفكرة هو الدافع الرئيسى للدفاع عنها والاكتفاء بالفرجة أعظم سلبية، واللامبالاة وجب علينا تغييرها.

فالنضال لايأتى من شرفات المنازل والبطولة تكمن فى المشاركة والالتفاف نحو تحقيق الحلم، فالحلم أنت، والتغيير تصنعه أنت... وإذا لم تشارك فلا تشكو.!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة