توجه الكاتب والسيناريست بلال فضل فى بداية حلقة أول أمس الأحد من برنامجه الثقافى "عصير الكتب"، بخالص الشكر لرابطة "محامون بلا قيود" صاحبة البلاغ المقدم مؤخرًا لمصادرة كتاب "ألف ليلة وليلة" بحجة أنه يروج للإباحية ويخدش الحياء العام والمطالبة بمساءلة الكاتب جمال الغيطانى والدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، مؤكدًا على أنه لولا هذا البلاغ ما التفت القراء لقيمة هذا الكتاب، وما زاد الإقبال على قراءته وتحميل نسخه من على المواقع الإليكترونية.
وقال فضل إنه من العجيب فى الأمر، أن تصدر أول دعوى لمصادرة الكتاب عام 1985 وترفضها محكمة شمال القاهرة وتصدر حكمها الشهير عام 1986 برفض دعوة المصادرة، ورغم ذلك طالبت الرابطة الآن فى عام 2010 وسط التقدم التكنولوجى والمعرفى بأن تصادر الطبعة الصادرة حديثًا عن سلسلة الذخائر.
وأضاف أنه لو تم تطبيق ما ورد فى نص البلاغ، وهو أن يصادر ذلك الكتاب بحجة أنه ورد فيه لفظ جنسى يستخدم شعبيًا لوصف العملية الجنسية، لكان من الأولى أن تصادر الكتب النبوية الشريفة لذكر تلك الألفاظ فيها.
واستشهد فضل فى ذلك بكتاب تفسير سورة النور للأمام أبى الأعلى المودودى، والذى ذكر فيه واقعة ماعز الغامدى مع الرسول صلى الله عليه وسلم، حينما ذهب إليه ليعترف بذنبه وارتكابه للزنا، فسأله الرسول صراحة عن تفاصيل الواقعة ونطق له اللفظ الذى تعترض عليه الرابطة الآن وتقول أنه إباحى، بالإضافة لكثير من الكتب التى تتحدث عن العلاقات الجنسية فى الإسلام مثل كتاب "إحياء علوم الدين" للإمام أبوحامد الغزالى خلال فصل "القول فى شهوة الفرج"، وكتاب الطب النبوى لابن القيم الجوزيه، والذى يتحدث فيه عن أوقات عقد النكاح، وكتاب "التدوير المعين على كثرة الجماع" للإمام القرطبى، وكتاب "الوشاح فى فوائد النكاح" لجلال الدين السيوطى.
وأوضح فضل أن الكتاب لم يحث على ازدراء الأديان، كما أشارت الرابطة فى بلاغها المقدم، والدليل على ذلك رسالة الدكتوراه التى قدمتها الراحلة سهير القلماوى وكتب مقدمتها الأديب الراحل طه حسين، وأكدت فيها على أن الكتاب احترم كثيرا حرمة الأديان وأنه حافظ على السنة النبوية بشدة.
واستضاف فضل خلال فقرته "فى المختصر المفيد" الكاتب حلمى شعرواى مدير مركز الدراسات والبحوث الأفريقية، والذى تحدث عن الفكر السياسى والاجتماعى فى الدول الأفريقية والتقدم الذى شهدته مؤخرًا.
من جانبه قال شعرواى "من المؤسف أننا الآن لا نهتم بالثقافة السياسية، والتى أصبحت قاصرةً على التحرر الوطنى فقط، بعد موجة السياسة العالية الوطنية وفكرة المعونات والبترول وغيره، وعندما بدأنا نهتم بفكرة البحوث مثل معهد البحوث ومراكز الترجمة شغلنا صورة القتال والصراع، على الرغم من انعدام الديمقراطية، مضيفًا "يكفى أن هناك رؤساء سابقين، ولكن إحنا لا معندناش رئيس سابق".
وفى حديثه عن أهم الكتب، قال شعراوى إن كتاب "التطور المهدر" موضحاً أن علاقة الاندماج والتفاعلات مع الثقافة الأفريقية قديمة طوال الوقت، جمعت مخطوطات أفريقية بثمانى لغات بالحرف العربى، موضحًا أن الكتاب يشير إلى أن العرب ليسوا مجرد غزاة، ولكن حدث تفاعل واندماج بينهم وبين الثقافة العربية والحرف العربى، وكان هناك تفاعل ذاتى وليس إجبارًا على الاندماج معهم.
وقال شعراوى إن إسرائيل سيطرت ونشطت مثل باقى الدول الكبرى بالتفاخر المظهرى، ونحن "بنتريق" عليهم فقط، ولقد نجحت إسرائيل فى توظيف الفكر العنصرى ضدها لمصلحتها.
وأضاف: إن خطورة قضية دول حوض النيل أننا سلمنا للبنك الدولى، وتركناه يقوض التفاوض والتفاعل فى هذا الموضوع، ولا بد أن ندرك أنه سيكون له مصالح، ومن اللافت للانتباه أن غرب أفريقيا كلها ألغت فكرة جوازات السفر ونحن مازلنا "محلك سر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة