تفتتح السيدة الفاضلة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية "الخميس" 27 مايو الجارى، المرحلتين الأولى والثانية من مشروع المتحف المصرى الكبير، بعد انتهاء العمل فيهما تماما، حيث تضمنتا تأهيل وإعداد موقع المتحف، وبناء المركز الدولى للترميم ووحدة ضخمة للإطفاء ومحطتى محولات لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة للمشروع، ومحطة مياة، وكذلك تم تركيب الأجهزة والمعدات الحديثة ذات المستوى التقنى الرفيع طبقا لأحدث النظم العالمية.
صرح بذلك الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة، وقال إنه بانتهاء العمل فى المرحلتين، تم بدء العمل بالفعل فى المرحلة الثالثة والأخيرة التى من المقرر أن تستغرق 26 شهرا، بعدها يكون المتحف جاهزا للافتتاح الرسمى الكبير فى منتصف عام 2012، حيث سيتم الإعداد لاحتفال كبير يقدم خلاله للعالم أهم وأكبر متاحف الآثار التى تعبر عن الحضارة المصرية الخالدة بأصالتها وعراقتها، ذلك الإرث الإنسانى الذى نعتبره ملكا للبشرية كلها .
ووصف فاروق حسنى المتحف المصرى الكبير بأنه أكبر مشروع ثقافى فى العالم وسد عال ثقافى كبير يحقق حلم المصريين، انتظره العالم وترقبه الجميع، منذ أن وضع السيد الرئيس حسنى مبارك حجر الأساس لإنشائه، فى فبراير2002، من منطلق حرص سيادته الدائم والسيدة قرينته واهتمامهما الشديد بكل ما يخص تراث مصر وثقافتها.
وأوضح فاروق حسنى وزير الثقافة أن أهم المعروضات أو القطع التى سيضمها المتحف ستكون هى كنوز أو آثار الملك أو الفرعون الذهبى الطفل توت عنخ آمون، التى سيتم نقلها من المتحف المصري، وسيتم بناء نموذج للمقبرة، كما تم اكتشافها أول مرة، وكما هى موجودة فى وادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر، وكذلك سيتم نقل مراكب الشمس من جوار هرم خوفو الأكبر بالجيزة إلى المتحف الجديد، وكذلك سيتصدره تمثال رمسيس الثانى الرائع الذى تم نقله من ميدان رمسيس، فيما تربط المعامل والمخازن بالمتحف عبر ثلاثة أنفاق تحت الأرض.
وأكد حسنى إنه تم بالفعل تعيين حوالى 122 فردا على قوة المتحف ما بين مرممين وعمالة فنية، وأساتذة متخصصين فى علوم الكيمياء والطبيعة والليزر والأنثروبولوجى والطب البشرى للإشراف على عمليات ترميم ونقل الآثار والمومياوات والتى بدأت بالفعل حيث تم نقل آلاف القطع الأثرية من مختلف المتاحف والمخازن المتحفية بشتى أنحاء مصر والتى اختيرت بعناية لعرضها بالمتحف المصرى الكبير إيذانا لبدء العمل واستقبال زوار المتحف عقب افتتاحه.
وأضاف حسنى أنه سيتم نقل باقى القطع الأثرية المختارة الى المتحف الكبير تباعا طبقا لجدول زمنى محدد ومخطط له سلفا، حتى يتم الانتهاء من نقل كافة القطع والتى تبلغ 100 ألف قطعة أثرية.. مشيرا إلى أنه يتم حاليا تنفيذ خطة لتدريب كافة العاملين والمرممين والفنيين للعمل بالمتحف المصرى الكبير وذلك لرفع قدراتهم الفنية، كونهم يعملون بأهم وأكبر متاحف الآثار والذى سيضم تراث حضارى إنسانى مصرى قدره وانبهر به واحترمه العالم أجمع.
ويمثل مشروع المتحف المصرى الكبير نموذجا رائدا وحضاريا لعمارة المتاحف حيث يضم أكبر وأعظم مجموعات التحف الفرعونية فى العالم وقد خصص للمتحف 117 فدانا على بعد 5ر2 كيلومترا من هضبة أهرامات على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى وتبلغ المساحة المبناة حوالى 120 ألف متر مربع كما سيحتوى المتحف عل 100 ألف قطعة أثرية تغطى 3500 عام من تاريخ القدماء المصريين، إضافة لحوالى 25 فدانا من الخدمات والحدائق العامة والمناطق الترويجية تتاح على مدار 24 ساعة يوميا بما فيها من متنزهات مشكلة من الكثبان الرملية وحدائق منسقة بالنباتات والزهور الفرعونية وحديقة المعابد التى تحتوى على التماثيل الفرعونية الكبيرة.
ومن المقرر أن يصل عدد زوار المتحف المصرى الكبير عقب افتتاحه إلى 5 ملايين سائح سنويا بمعدل 15000 زائر يوميا ليزداد هذا العدد بعد سنتين إلى 8 ملايين سائح.
ويتميز المتحف المصرى الكبير بأحدث الأساليب التكنولوجية للعرض المتحفى والثقافى، متجاوبا مع متغيرات التكنولوجيا والاتصالات فى الألفية الجديدة ليكون الأول من نوعه فى استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضى فى العرض وعلى صعيد آخر سيكون المتحف مركزا عالميا للاتصالات المتحفية عن طريق استخدام شبكات الأقمار الصناعية فى الاتصال المباشر مع المتاحف الهامة عالميا ومحليا كما سيشمل متحف للأطفال يخاطب كافة المراحل المرية لتربية الأجيال الجديدة اثريا وثقافيا بالإضافة إلى قاعات وعروض متحفية مخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة.
كما يحتوى المتحف على مركز للمحاضرات والعروض المسرحية والأوبرالية ومركزا عالميا للبحوث العلمية وتدريب الكوادر البشرية العاملة فى مجال المتاحف والفصول التعليمية لتدريس تاريخ وفنون الحضارة القديمة وورش للحرف والصناعات اليدوية التى أتقنها الفراعنة كما يضم المتحف أكبر مكتبة متخصصة فى علم المصريات.
الجدير بالذكر أن اللجنة العليا لمشروع المتحف المصري الكبير التى يرأسها الفنان فاروق حسني وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للآثار، تتكون من: الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار نائب رئيس اللجنة، وفاروق عبد السلام المشرف على قطاع مكتب الوزير، والدكتورة شادية قناوي رئيس لجنة الأشراف على تنفيذ المشروع، ومحمد غنيم المستشار الفني المشرف على الشؤون الفنية للمشروع، وجيه حنا امستشار الهندسي للمشروع، عماد مقلد المستشار المالى والإداري، عز الدين بركات رئيس اللجنة الهندسية للمشروع، المستشار أشرف العشماوي المستشار القانوني لمشروع المتحف المصري الكبير .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة