الطريق إلى المونديال.. ديوك فرنسا تبحث عن "هيبتها" فى جنوب أفريقيا

بعد عبور أورجواى، يتوقف قطار المونديال، فى رابع محطاته، مع إحدى القوى التقليدية فى القارة العجوز "أوروبا".. المنتخب الفرنسى، أو منتخب "الديوك" كما يُلقب. المشاركة فى مونديال جنوب أفريقيا، تمثل تحديا خاصا للمنتخب الفرنسى، فبعد الخروج المهين من الدور الأول فى كأس الأمم الأوروبية الماضية، والتأهل بـ"شق الأنفس" إلى المونديال، يُمثل كأس العالم "الفرصة الأخيرة" لإنقاذ هيبة المنتخب الفرنسى الذى ظهر كـ"الأعرج" يسير على قدم واحدة، منذ اعتزال صانع ألعابه زين الدين زيدان قبل أربعة أعوام.

وتزداد صعوبة وأهمية هذا التحدي، لدى الفرنسى ريموند ودمينيك المدير الفنى للمنتخب الفرنسى، الذى يخوض آخر بطولة له مع "الديوك" بعد التعاقد مع لوران بلان لتدريب فرنسا بعد انتهاء المونديال.

عقبات بالجملة.. وتأهل "مشبوة"
فى طريقها إلى المونديال، واجهت الديوك صعابًا كثيرة، كادت تهدد وصيف بطل النسخة الماضية من كأس العالم بعدم التواجد فى جنوب أفريقيا.. وقعت "الديوك" فى المجموعة السابعة من التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال مع منتخبات.. صربيا والنمسا وليتوانيا ورومانيا وجزر الفارو.

الترشيحات قبل انطلاق التصفيات، كانت تصب فى مصلحة فرنسا للتواجد على رأس هذه المجموعة، ولكن بداية أبناء ريموند دومينيك كانت كارثية، بهزيمة بثلاثة أهداف مقابل هدف من النمسا فى أول مباراة تلتها مجموعة من النتائج المتذبذبة تزامن معها أداء باهت، جعل التأهل لكأس العالم حلمًا بعيد المنال.

وبصعوبة بالغة، أنهت فرنسا التصفيات فى المركز الثانى برصيد 21 نقطة، لتتأهل لمواجهة المنتخب الأيرلندى فى "الملحق الأوروبى"... فى لقاء الذهاب نجح الديوك فى الفوز خارج أرضهم على أيرلندا بهدف دون رد، وجاء اللقاء الفاصل فى 18 نوفمبر 2009.. التاريخ الذى أثار جدلاً كبيرًا فى كرة القدم.

نجح روبى كين فى "قتل" أحلام المنتخب الفرنسى، حين سجل هدف التقدم لبلاده فى الدقيقة 32.. استمر التعادل طوال الـ90 دقيقة، ليحتكم الفريقان إلى وقت إضافى، سجل فيه المنتخب الفرنسى هدف التعادل برأسية ويليام جالاس بعد لمسة اليد الشهيرة من "تيرى هنرى" الذى تعرض لحملة من الانتقادات بعد انتهاء المباراة، قبل أن يطلب اتحاد الكرة الأيرلندى إعادة المباراة ولكن الـ"فيفا" أقرّ بصحة تأهل الديوك للمونديال، رافضًا عقاب المنتخب الفرنسى أو مهاجمه المخضرم.

النجوم
ريبيرى وجوركوف.. يحملان آمال الديوك
يُصنف فرانك ريبيرى، لاعب بايرن ميونيخ الألمانى، على أنه "نجم الشباك" فى المنتخب الفرنسى الأول لكرة القدم.. ورغم عدم قدرة اللاعب ذى الـ27 عامًا، على سد الفراغ الذى خلفه اعتزال زين الدين زيدان، إلا أن ريبيرى الذى جدد تعاقده مع الفريق البافارى قبل أيام من المونديال، يُعد أحد أبرز الوجوة فى القائمة الحالية للديوك.
ويسعى ريبيرى، لتجاوز أزمة تورطه فى "فضيحة جنسية مع فتاة قاصر" خلال المونديال، حيثُ تعرض لضغوط شديدة من الإعلام الفرنسى إلى الحد الذى طالب فيه البعض استبعاده من قائمة المنتخب الفرنسى المشارك فى كأس العالم.
كعكة النجومية فى منتخب بلاد الجن والملائكة، لا ينفرد بها ريبيرى، حيثُ نجح يوهان جوركوف لاعب وسط بوردو فى اقتطاع جزء كبير منها لصالحه، بعد الأداء المتميز الذى قدمه خلال الموسمين الأخيرين مع بوردو.

ضربة موجعة
تلقى الديوك قُبيل المونديال ضربة موجعة بغياب لاسانا ديارا عن منافسات كأس العالم، بعد إصابته بمرض فى الأمعاء.. الإصابة حرمت الديوك من جهود ديارا، لاعب وسط ريال مدريد، الذى كان عنصرًا أساسيًا فى تشكيلة ريموند دومينيك طوال السنوات الأربع الأخيرة.

دومينيك.. والفرصة الأخيرة
نتائج المنتخب الفرنسى المتذبذبة، تحت قيادة المدير الفنى ريموند دومينيك، حرّكت موجات الغضب فى الشارع الفرنسى، الذى ضغط أكثر من مرة لإقالة المدرب ذى الـ58 عامًا، حتى نجح فى قطع حبل الود بين دومينيك واتحاد الكرة الفرنسى، الذى أعلن تعيين لوران بلان مديرًا فنيًا للديوك بعد انتهاء منافسات كأس العالم.

وكان دومينيك قد فاجأ الجماهير الفرنسية باستبعاد سمير نصرى لاعب وسط أرسنال، وكريم بنزيما لاعب ريال مدريد من القائمة الأولية للمنتخب قبل أن يضم إليهما حاتم بن عرفة لاعب وسط مارسيليا.

12 مشاركة.. ولقب وحيد
شارك المنتخب الفرنسى فى كأس العالم 12 مرة، ونجح فى الوصول للمباراة النهائية مرتين، وأحرز اللقب مرة واحدة عام 1998.
واحتل الديوك المركز الثالث فى مونديال 1958 و1986، وجاء فى المركز الرابع فى مونديال 1982.