الرئيس الفلسطينى أبومازن فى حواره مع "برنامج من قلب مصر": إيران أمرت حماس بعدم التوقيع على المبادرة المصرية للمصالحة.. وأولادى يستعدون لمقاضاة القرضاوى بسبب سبه الدائم لنا.. ولن أقاطع إسرائيل

الثلاثاء، 25 مايو 2010 02:02 م
 الرئيس الفلسطينى أبومازن فى حواره مع "برنامج من قلب مصر": إيران أمرت حماس بعدم التوقيع على المبادرة المصرية للمصالحة.. وأولادى يستعدون لمقاضاة القرضاوى بسبب سبه الدائم لنا.. ولن أقاطع إسرائيل الرئيس الفلسطينى محمود عباس
كتب مدحت وهبة ولؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أن الحل الرئيسى للقضية الفلسطينية يكمن فى التفاوض، حيث لا توجد لدينا خيارات غيرها، فمثلاً فى الماضى رفضنا التفاوض بسبب المستوطنات، والآن قال لنا الأمريكان نحن لدينا ضمانات لكم بأن لا يقوم أى من الطرفين بأعمال تستفز الآخر، ومع ذلك لا تريد إسرائيل التفاوض، فى حين أن العرب لا يريدون الحرب ضد إسرائيل، لافتا أن جورج ميتشل مبعوث السلام فى منطقة الشرق الأوسط جاء لنا مرتين، ففى المرة الأولى جاء ببعض الأسئلة وأعطيناه الأجوبة ثم أخذ كل الوثائق التى وصلنا إليها ثم عاد مرة أخرى الأسبوع الماضى وفى جعبته 16 سؤالا حول الأمن والحدود، وعندما طرح الأسئلة كان من المستحيل الإجابة عليها فى وقتها، وقلنا له خلال أسبوع سيكون الجواب.

وأضاف أبومازن فى حواره مع الإعلامية لميس الحديدى أمس الاثنين فى برنامج "من قلب مصر" الذى تذيعه قناة النايل لايف، اتفقنا على أن الأراضى الفلسطينية يمكن أن يأتى إليها قوات دولية من أى جهة، ولا خلاف على ذلك، وهذه القوات وافق على وجودها أولمرت ثم تم بحثها مع مصر والأردن لأنها ستكون على حدودهما وكان لهما رؤيا متطابقة معنا، فهذه القوات هى قوات دولية ليس من بينها جنسية إسرائيلية لعدم قبول مصر والأردن بوجود جنسية إسرائيلية على حدودهما، ووافق أولمرت وجورج بوش حينها، مشيرا إلى أنه يتعقد أن العالم يوافق على هذا حتى تبادلنا الخرائط والآراء مع أولمرت لكنه رحل قبل تنفيذها قائلا: "هدفى الاتفاق مع إسرائيل لإقامة الدولة الفلسطينية".

وأكد أبومازن خلال حواره أن الدول العربية تقف بجانبنا، والدليل على ذلك ما شهدته قمة سرت، حيث كانت ناجحة فى عرض أفكارنا وآرائنا، مشيرا إلى أن إقامة الدولة الفلسطينية مصلحة وطنية أمريكية فهذه رؤية أمريكية على لسان أوباما وهيلارى كلينتون وهى رؤية صحيحة، معربا عن سعادته بتوصلهما لهذه النتيجة.

وعن رأيه فى ما يقال عن أن المفاوضات جاءت نتيجة الضعف، قال أبو مازن إن هؤلاء لا يوجد لديهم ما يقدمونه للقضية الفلسطينية غير التفاوض، موضحا أنه توجه إلى القادة العرب فى قمة سرت قائلا: قلت لهم أنتم مستعدون للحرب فكان الجواب "لا"، فقلت لهم هل أنتم مستعدون لحل اللاحرب اللاسلم فكان الجواب "لا"، قلت إذا الحل فى السلام.

وأشاد أبو مازن بالمبادرة العربية واصفا إياها بالشجاعة والجريئة، مؤكدا أن العرب قدموا ثمنا باهظا بهذه المبادرة، مضيفا أنه تم نشر هذه المبادرة فى وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية والصينية من أجل توصيل أصواتنا للمواطن الإسرئيلى والغربى، وكانت المفاجأة فى ردة الفعل القوية حتى إن الرئيس الأمريكى هاتفنى وقال لى "استمر".

وطالب أبو مازن رجال الأعمال العرب بالاستثمار فى القدس من باب الحماية، فالقدس تتعرض للضياع، مؤكدا أنه لم يصل إلى عمرو موسى ولم تصله أيضا أية مبالغ من الـ 500 مليون دولار الممنوحة من العرب لفلسطين، متمنيا أن تصل هذه الأموال فى القريب العاجل نظرا لأنه من الواجب أن يتم دعم القدس والذهاب إليها، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية تنفق من المساعدات والضرائب التى تجمعها إسرائيل، وإذا توترت العلاقات أحياناً لا نحصل على شىء، موضحا أن المساعدات الأمريكية وحدها أكبر بكثير من حجم المساعدات العربية، ومع ذلك لا نتفق فى كثير من الأمور مع الإدارة الأمريكية.

وعن المبادرة التى أعدتها مصر للمصالحة مع حماس، قال أبومازن وقعت عليها دون تحفظات، إلا أن حماس رفضت التوقيع عليها، حيث إن إيران هى التى أمرت حماس بعدم التوقيع، لافتا إلى أن الوضع فى فلسطين أصبح سيئاً للغاية، فمثلا التلوث فى المياه وصل إلى أكثر من 97%، علاوة على انتشار الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوى، متسائلا لماذا لا تتخذ حماس خطوة جريئة لإنقاذ الشعب الفلسطينى.

وأشار الرئيس الفلسطينى إلى أن العلاقة مع سوريا جيدة ولا تشوبها أى شىء، وأن من يدعى بأننا نقطع الكهرباء عن حماس غير صحيح، نظرا لأنه يتم دفع 58% من ميزانية فلسطين على الخدمات، خاصة التعليم والصحة لغزة، وسنستمر فى ذلك قائلا: أقوم بالاتصال بحماس كل يوم، وإذا أردنا لقاء خالد مشعل يجب أن يكون بهدف وليس للإعلام، حيث أكدت لمشعل أن يوقع على المبادرة بعدها أقابله بعد ثوان، وتساءل أبومازن إلى متى يظل الشعب الفلسطينى ينهار، ومشعل يقول "لا" حيث إننى أظن أن قيادة حماس فى غزة يعرفون معنى المعاناة.

وأضاف أبو مازن أنه لم يستخدم السلاح فى الانتفاضة منذ قيامها، لأن العمل العسكرى يدمرنا، فمثلا لو نظرتم إلى صور رام الله أثناء العدوان ستشاهدون "كوم رماد" فهل من المعقول إذا لم أستطع استخدام السلاح ضد إسرائيل يتم استخدامه ضد الفلسطينيين، لافتا إلى أن موقفه لن يتغير فى عدم ترشيحه للرئاسة مرة ثانية بعد توقيع المصالحة قائلا إنه متأكد أن فتح تشارك فى الانتخابات بقوة بغض النظر عن المنافس.

ووصف الرئيس الفلسطينى الشعب الفلسطنى بـ "الطائرة المخطوفة" قائلا: قرارنا مش عندنا، ولكن القرار عند إيران، حيث إن وحدة الشعب الفلسطينى مخطوفة مؤكدا أن هناك لجانا تطوعية تمر على البيوت لمقاطعة منتجات المستوطنين فى فلسطين، حيث إننا نقاطع البضائع التى تنتج على أرضنا ولا نقاطع إسرائيل قائلا إننى لا أحرض ضد إسرائيل أو أقاطع إسرائيل، بينما أقاطع المستوطنات المستعمرة.

وعن محاسبة فتح خلال هذه الفترة وفتح جميع الملفات للمحاسبة، أكد أبومازن أنه يوجد لديهم محاسبة لكل الأجهزة وأولها الأجهزة الأمنية حتى يتمتع المواطنون بالحرية مع الحفاظ على أملاكهم وحرماتهم، علاوة على وجود لجنة تسمى لجنة الأملاك الضائعة لمعرفة أين تذهب الأملاك على أن تفتح الملفات لجميع الأشخاص حتى لو كان أحدهم فى بيتى، حيث سأستمر فى مكافحة الفساد حتى نهاية حياتى.

وأوضح الرئيس الفلسطينى أنه تعرض لسب من قبل التليفزيون الإسرائيلى، الأمر الذى أدى لقيام أولاده برفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الإسرائيلية حتى أصدرت قامت مذيعة البرنامج بالاعتذار، لافتا إلى أن أولاده فى طريقهم لرفع دعاوى أخرى ضد الشيخ القرضاوى وغيره بسبب سبهم الدائم.

وعن موقفه من الترشيح لانتخابات الرئاسة الفلسطينية، أكد أبومازن أنه لن يرشح نفسه، وذلك لأسباب كثيرة، حيث يريد أن يعيش لأحفاده فى الفترة المقبلة إلا أنه لن يترك البلد فى هذه الأوقات، نظرا لوجود فراغ كبير الآن، لافتا إلى أنه طلب من المجلس التشريعى من قبل أن يعين نائباً له إلا أن المجلس رفض ذلك، ومع ذلك المؤسسات الحكومية الآن تعمل بشكل جيد، حيث إن المؤسسة الأمنية يشهد لها بأنها أفضل من المؤسسة الأمنية لإسرائيل قائلا أحب أن أطمئن الجميع بأنه لا يوجد شخص واحد فقط من عائلتى فى السلطة، نظرا لأن الشعب الفلسطينى به المئات من الأشخاص يصلحون لتولى الرئاسة.

وأشار إلى أنه يعالج حاليا وأنه يتردد على الأطباء، ومع ذلك يسافر إلى العديد من البلدان فى ظل ظروفه الصحية، علاوة على أن دولة فلسطين مرت بمراحل صعبة جداً حتى ظننا أنه لا ضرورة لأن نستكمل بناء الأشياء حيث كتبت عن ثورة المستحيل وعن الصعوبات والعقبات التى تعرضنا لها.

وعن أصعب أيامه، قال أبو مازن "كل أيامنا سوداء، لكن على المستوى الشخصى هو وفاة نجلى الكبير"، مضيفا أنه قضى مع الرئيس الراحل ياسر عرفات كل مراحل النضال، حيث إن عرفات رجل عملى لأبعد الحدود لكنة تعرض للظلم فى نهاية حياته رغم أنه جعل حياته لخدمة فلسطين فهو الشخص القادر على السير فى هذا المركب، وفى هذه الأجواء، إلا أنه كان يسىء فى موضوع الانتفاضة حتى أصبح عاجزاً عن وقفها ولكنه لم يكن متطرفاً، مشيرا إلى أن التحقيق فى مقتل عرفات مازال مفتوحا ولم يغلق بعد، نظرا لأن أعداءه كانوا كثيرين، قائلا: أنا كذلك مش محمى فى الضفة الغربية وأقدم لزهوة بنت عرفات كل شىء وشاهدتها قريبا.

وأوضح أبومازن أنه لم يحقق نجاحات حتى نقول أخفقنا، حيث توجد لدينا إخفاقات كثيرة قائلا: أنا أتحمل المسئولية مع الجميع عن جميع المشاكل، وحول تفاؤله فى وجود دولة فلسطين دولة مستقلة قريبا، قال أبومازن الأمر يتوقف على نيتانياهو وحكومته، فبمجرد أن يتحقق فإن السلام فى مصلحة نيتانياهو وتصل إليه هذه القناعة، فإن المشكلة لا تحتاج إلى أكثر من أسبوع، حيث سيكون توقيع اتفاق قيام الدولة النهائى يجب أن يكون من خلال استفتاء شعبى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة