أكرم القصاص - علا الشافعي

علاء صادق

أنقذونا من بؤرة الفساد الإعلامية!

الثلاثاء، 25 مايو 2010 08:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لدينا بؤرة فساد كبيرة ومزمنة تهدد الإعلام الرياضى المصرى. والكل يدرك أن الإعلام الرياضى المصرى مريض.. مريض جدا.. ولعله يحتضر منذ فترة غير قصيرة. وإذا تركناه سيموت تاركا وراءه فراغا مهولا.

الخبراء الإعلاميون الكبار القادرون على تشخيص المرض ومعرفة طرق العلاج أجمعوا على رأى واحد.. واستقر الأساتذة منهم من أمثال أستاذينا المذيع السياسى الرائد حمدى قنديل ونقيب الصحفيين المصريين والعرب ورئيس تحرير الأهرام السابق إبراهيم نافع واتفق معهم الكثيرون من كل الأجيال على السبب.

الدخول الجماعى الخاطئ أو الاقتحام الغريب من عدد كبير من لاعبى كرة القدم غير المؤهلين إلى مجال الإعلام الفضائى لتقديم البرامج هو السبب فى الكارثة أو المرض العضال.

الأغلبية من لاعبى الكرة القدامى هى البؤرة الصديدية المزمنة والمؤلمة بل والقاتلة.. وهم رأس الحربة المسمومة التى انتشرت قبل وخلال وبعد المباراتين الشهيرتين لمنتخبى مصر والجزائر فى نوفمبر الماضى فى تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2010.. رأس الحربة المسمومة التى هزت، وربما أفسدت مؤقتا العلاقة الودية الطويلة القائمة بين الشعبين المصرى والجزائرى.. أفسدتها بالظهور الدائم عبر المنطق الخطأ سواء بعباراتهم الساقطة أو اتهاماتهم الغبية والمسيئة أو بالردود المتسرعة على العبارات المتدنية من قطاع لا يقل جموحا وانحرافا فى الصحافة الجزائرية.. وهم السبب الرئيسى فى حالة الفوضى والهرج البشع الذى يسود مجال الإعلام الرياضى حاليا.

وهم تسببوا أيضا فى الأزمات الأخيرة المتتالية بجهلهم الفظيع باللغة الإعلامية المتطورة وكذا للنقص الحاد فى الثقافة بنوعيها العامة والخاصة مع الهزال الفكرى وتدنى الإدراك بأهمية التأثير على الرأى العام.. ومعهم انتشر التعصب الأعمى بين جماهير الأندية وازداد انحرافا وجموحا.

الاعلاميون المحترمون بداية من قنديل ونافع ومرورا بكل الزملاء من جيلنا ونهاية بالزميل الواعى أيمن أبو عايد مقرر رابطة النقاد الرياضيين اتفقوا على مطالبة رؤساء القنوات الفضائية والمسؤولين عنها بالتدخل السريع والقوى.. ووضع اسم مصر أولا ومصلحة البلد وأمنها الرياضى عن طريق إبعاد المرتزقة من الاعلاميين الجدد من اللاعبين القدامى المنتشرين فى القنوات وأمام الشاشات.. وتنظيف البرامج الرياضية منهم سريعا.

الجهلاء والسفهاء من اللاعبين القدامى الذين تألقوا فى الملاعب بأقدامهم وترويض الكرة بأحذيتهم وبرعوا فى التسديد والتمرير وأحيانا فى التشتيت.. لا يمكنهم أبدا أن يتحولوا فجاة لاستخدام عقولهم وأفكارهم وثقافتهم فقط فى التعامل مع كرة القدم على الشاشات.

نحن لا نمانع أبدا من دخول أى لاعب كرة قدم فى مجال الإعلام الرياضى فى كل صوره المختلفة.. ولكن وفقا لشروط ومعايير أساسية يعتمدها التحول من مجال إلى مجال. لابد أن يعرفوا اللغة الاعلامية الجديدة التى يريدون التحدث بها.

وأول المعايير والشروط هى حصول اللاعب على مؤهل علمى جامعى من أى كلية لنضمن أن لديه الحد الأدنى من الثقافة والعلم لدخول المجال الجديد.. وللأسف أن أحد اللاعبين الموجودين حاليا فى مجال الإعلام الفضائى لم يكمل تعليمه الجامعى واكتفى بمؤهل متوسط فقط.. والأغرب أنه يقدم برنامجا يوميا فى إحدى القنوات الخاصة المحترمة.. ولا نعرف لماذا لم تسأله إدارة القناة الرائدة فى القطاع الخاص عن مؤهله عند التعاقد أو التعيين.

ثانيا.. يجب أن يحصل اللاعب القديم الذى يريد العمل إعلاميا على دراسات ابتدائية فى الاعلام.. ليعرف أساسياته وأصوله ولغته وفنونه وكل جوانبه.. ويجب على القناة ألا تسمح له بالظهور على الشاشة أو فى برنامج إلا إذا تجاوز بنجاح تلك الدراسات مما يضمن لنا جميعا تمتعه بقدر من الثقافة والمعلومات.

ثالثا.. لا يمكن لأى لاعب قديم بدء العمل فى البرامج لمجرد أنه ظهر ضيفا فى بعض البرامج أو حصل فقط على شهادة جامعية بمساعدات نعرف جميعا نوعها أو حتى بعد حصوله على دراسات ابتدائية فى الاعلام.. وظهوره يرتبط دائما بفترة تدريب غير قصيرة وتشملها اختبارات جادة ومتكررة.

رابعا.. يجب أن يتواجد اللاعب الراغب فى العمل إعلاميا ولفترات طويلة بجوار أحد المذيعين أو الاعلاميين المخضرمين الناجحين فى برامج الهواء.. ثم يدخل اللاعب فى عمله أثناء وجود مذيع أساسى للبرنامج ويحصل اللاعب الاعلامى على جانب محدود من الوقت لضمان عدم سقوطه أو تجاوزه أو خروجه عن الحدود.

خامسا وأخيرا المتابعة المستمرة والدقيقة للاعلامى الجديد مع بدء عمله وتقييم الأداء بشكل موضوعى وجاد لمعرفة قدراته وفرصته فى الاستمرار أو إنهاء وجوده.

بكل صراحة.. الاغلبية من اللاعبين القدامى من كرة القدم الذين اتجهوا إلى مجال الإعلام غير جديرين بأماكنهم الحالية فى البرامج.. وإدارات القنوات الفضائية تتحمل المسئولية الكبرى عن فشلهم الذريع وجهلهم المتكرر وجموحهم المتوقع ونشرهم البشع للتعصب والمعلومات الفاسدة الكارثية.

طالما لم يشعر اللاعبون بفشلهم وجهلهم ولم تدرك الإدارات الحجم الفادح من الاخطاء ولا بمسؤوليتها عن الانهيار الاعلامى الرهيب.. لم يعد أمامنا سوى أن نسأل وزير الإعلام التدخل.

الوزير هو صاحب القرار الأول والأخير.
وهو أيضا صاحب الصلاحيات الكاملة والقرارات الحاسمة.
والوزير يجب أن يهتم أكثر وأكثر بالإعلام الرياضى لأن المخاطر التى تنتظر الأوساط الرياضية فى بلدنا العزيز كبيرة وكثيرة وخطيرة خاصة التى تتعلق بالتعصب وانتشاره.
تابعوا ما كتبه أستاذنا ابراهيم نافع فى الأهرام صباح الجمعة الماضى كان كاملا وكافيا ليتحرك وزير الإعلام لإعطاء الأمر مزيدا من الاهتمام والتركيز.

الرياضة المصرية فى خطر.
احذروا المأساة.. وعالجوها قبل استفحالها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة