د. فتحى حسين

هى البلد جرى لها ايه؟

الإثنين، 24 مايو 2010 06:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل هذه هى مصر بلد الأزهر ومنبع العلماء والدعاة ؟ هل هى مصر بلد الأخلاق والقيم؟ أكيد فيه حاجة غلط!

ما الذى تغير فى مصر؟ ما السر وراء انهيار منظومة الأخلاق والقيم ووصولها إلى مرحلة غاية فى الحرج، خاصة بعد أن استفحلت ظاهرة التحرش الجنسى فى الشارع المصرى، وصارت ظاهرة تهدد حواء المصرية التى أصبحت تسير فى الشارع والرعب يحيطها من كل جانب، والسبب السعار الجنسى!

فلغة الأرقام لا تكذب.. فقد كشفت دراسة الدكتورة فادية أبوشهبة أستاذ القانون الجنائى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة أن 20 ألف حالة اغتصاب وتحرش جنسى ترتكب فى مصر سنويًّا، أى أن هناك حالتى اغتصاب تتم كل ساعة تقريبًا، وأن 90% من جملة القائمين بعمليات الاغتصاب لا يعملون.

كما أشار تقرير الأمم المتحدة صدر عام ‏2000‏ أن ‏45.5%‏ من السيدات فى ثلاثة من أحياء القاهرة الكبرى هى (‏بولاق الدكرور‏‏ ومصر الجديدة‏‏ ومصر القديمة‏)‏ تعرضن لأحد أشكال التحرش الجنسى، ولم يبلغ الشرطة سوى ‏5.2%‏ فقط بسبب الخوف من الفضيحة‏.‏

كما كشفت دراسة حول الأمراض النفسية للمصريين أن 30%‏ من تلك الأمراض ترجع للتحرش الجنسى، مطالبة المشرع القانونى بضرورة تغليظ العقوبة لردع المتحرشين، خاصة بعدما تفاقمت الظاهرة مما ينذر بعواقب وخيمة، كما كشفت دراسة أخرى أعدها "المركز المصرى لحقوق المرأة" حول التحرش الجنسى فى مصر أن طالبات المدارس هن الأكثر عرضة للتحرش على الرغم من ارتدائهن الزى المدرسى، وأن نسبة التحرش بالفتيات لمن هن فى سن الـ 18 تبلغ حوالى 22%.

أما النساء اللائى لا يعملن فيأتين فى المرتبة الثانية، حيث تصل نسبة التحرش بهن إلى 27%، وتنخفض النسبة لمن يعملن فى الوظائف الإدارية إلى 20% و4% لمن يعملن فى العمل العمالى، و2% لمن يعملن فى العمل الخدمى كما تعانى ربات البيوت من المشكلة نفسها، حيث وصلت نسبة التحرش بهن إلى 12%، وفى النهاية تصل نسبة المتعرضات للتحرش اليومى إلى 30% حسب أرقام الدراسة.

وجاء فى الدراسة، أن نسب التحرش بالمرأة تتفاوت تبعا للسن، حيث بلغت هذه السن لمن هن فى سن 18 حوالى 22%، ومن 18 إلى 24 حوالى 29%، ومن 25 إلى 40 حوالى 30% بينما تنخفض النسبة لمن فوق 41 سنة إلى 14%.

ويقول د. أحمد عبد الله الخبير النفسى، فى دراسة قام بها حول انتشار التحرش الجنسى والاغتصاب أن 60% من الفتيات والنساء فى مصر يتعرضن للتحرش الجنسى فى الطفولة، سواء كان تحرشاً لفظياً فى صورة كلام أو صور، أو تحرشاً باللمس عن طريق مس أجزاء من جسد الأنثى، أو أقصى درجات التحرش وهو الاغتصاب.

وقال إن أهم أسباب هذه الظواهر، انعدام أو ضعف الرادع فى المجتمع، سواء كان الضمير أو الكابح الاجتماعى أو القانونى، واقتران الرغبات الجنسية لدى الشباب بمغزى وسائل الإعلام، مقابل عدم وجود قناة شرعية تفرغ فيها هذه الشهوة، فضلاً عن دوافع التمرد على النظام القائم الذى لا يلبى حاجة الشباب، ولا يوفر له فرصة عمل أو زوجة أو أبناء أو يسمح له بالتعبير عن رأيه، فتكون النتيجة خروج هذه الطاقة من الغضب والتمرد بشكل عشوائى ودون نظام.

فما هو الحل؟؟ سؤال يبدو منطقيا ولكنه صعب أن نجد له حلاً بشكل بسيط وسريع قبل أن تستفحل المشكلة.. عندما يتخرج الشباب من الجامعة من الطبيعى أن يعملوا فى تخصصاتهم أو فى أعمال أخرى بصفة مؤقتة من أجل العيش، ولكن السؤال هنا هل الشباب حاليا يجد أى فرصة عمل له، سواء فى مجاله أو فى أى مجال آخر؟؟ الإجابة هى لا!! والشباب يريد -مثل غيره- أن يستقيم فى حياته ويتزوج، ولكن العقبات التى يجدها أمامه تحول دون ذلك لأنه ببساطة ليس معه ثمن الشقة التى يسكن فيها والوظيفة التى يعيش منها، وأحداث مجتمعية غير سوية تزرع الإحباط فى نفوس كل شاب فيجد ملاذه فى الانحراف والسلوك المتدنى واللجوء إلى متع لا تغنى من جوع!! ويكون أسير عمليات التخريب والتدمير فى المكان الذى يعيش فيه وقنبلة موقوتة فى كل بيت تنتظر من يفجرها. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".

يا كل صاحب ضمير وقلب.. إذا كان فى الجسد بعض قطرات الدم – أبو لون أحمر- وقليل من الضمير.. أنقذوا شباب مصر وهم كثيرون قبل البكاء على اللبن المسكوب!

• أستاذ الإعلام بجامعة 6 أكتوبر





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة